تؤكد التقارير الصحفية الصادرة من أفغانستان والعراق تدهور الاوضاع الامنية والعسكرية والسياسية الميدانية رغم مرور 5 أعوام على سقوط بغداد وأكثر من 7 أعوام على سقوط كابول. ورغم مئات المليارات التي رصدت للحربين فان الاجماع الدولي يكاد يكون كاملا حول تعفن الاوضاع في العراق والخليج من جهة وفي افغانستان والبلدان المجاورة لها مثل باكستان والهند وايران من جهة أخرى وذلك على اكثر من مستوى: فعصابات الاتجار في السلاح والمخدرات وتبييض الاموال انتشرت بشكل غير مسبوق في كامل المشرق العربي والاسلامي وتوسع نفوذها ليشمل مناطق كانت مؤمنة في افريقيا واوروبا وامريكا واستراليا. إن الفشل الكبير لقوات الحلف الاطلسي عامة والامريكية - البريطاينة خاصة في أفغانستان والخليج وفلسطين ولبنان يؤكد أن معالجة الملفات السياسية في العالم تحتاج إلى تسوية سياسية وحلول للاسباب العميقة التي تؤدي إلى العنف والتوترات وليس إلى مزيد من الات الدمار والحرب. إن معاناة عشرات الملايين من الافغان والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين والادرنيين ( من أصل فلسطيني ) تزداد تعقيدا رغم الوعود المتفائلة بالتوصل إلى اتفاق احلال سلام دائم وعادل في المشرق العربي قبل موفى العام الجاري.. وبنقل العراق وافغانستان إلى مستوى المجتمعات المتقدمة والراقية. لا بد أن لا يحيي العالم ذكرى غزو العراق يوم التاسع من الشهر الجاري بخطب سياسية تحاول مغالطة الراي العام الامريكي والبريطاني كما حصل في ذكرى اعلان بدء الحرب. بل ينبغي الاستفادة من دروس الحرب وآلاف الاخطاء التي اعترفت السيدة رايس بحصولها بهدف بناء مرحلة جديدة مرجعيتها مواثيق الاممالمتحدة وعلى راسها احترام سيادة الشعوب وحقها في الاستقلال وانهاء الاحتلال. قد يتواصل الحضور العسكري الاجنبي في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان..عقودا كاملة لكن الاوضاع لن تهدأ إلا بالاعتراف باستقلال الشعوب واعادة بناء ما هدمته الحرب ليشعر الناس بالامل ويعزلوا الميليشيات المسلحة ويتفرغوا للعمل وليس للهدم.