الانباء الواردة منذ مدة من الباكستان وأفغانستان والعراق تؤكد استفحال الاوضاع الامنية وتعاقب أعمال العنف والغارات العسكرية وعمليات الاغتيال والقتل التي تنسب حينا الى القوات الامريكية والاطلسية وحينا اخر للتنظيمات المسلحة والميليشيات المورطة في العنف والارهاب.. ومن بينها تنظيمات تصنفها المصادر الامريكية والحليفة غالبا على انها من "القاعدة" او "طالبان".. ورغم مرور 74 أعوام على بدء مسلسلات حروب الادارة الامريكية الحالية في افغانستان والباكستان وحوالي 18 عاما من الحرب الامريكية الاطلسية على العراق فان الاوضاع تتطور نحو التعفن ومزيد التازم وليس نحو الانفراج والتهدئة.. بل ان رقعة المعارك والحرب توسعت جغرافيا وباتت تهدد بشكل واضح كامل الباكستان وافغانستان والخليج.. رغم الوعود التي قدمتها القيادات الامريكية والاطلسية.. بالقضاء النهائي والسريع على التنظيمات المسلحة والجماعات المتطرفة والارهابية.. إن تعاقب تصريحات الساسة الباكستانيين والافغان والعراقيين التي تشكك في امكانية سيطرة القوات الامريكية والحليفة على الوضع ميدانيا في افغانستان والباكستان والخليج مهما طالت الحرب ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار.. ومأخذ الجد لان العنف والارهاب والتوترات الامنية والهزات في تزايد منذ عقدين من الزمن وخاصة منذ زلزال الاجتياح العراقي الكارثي للكويت وبدء الحروب المدمرة ضد شعوب المنطقة وثرواتها.. وسط تزايد التوتر والاحساس بالضيم والظلم في صفوف الراي العام في كامل منطقة المشرق العربي الاسلامي وشمال افريقيا.. بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والعسكريين واستفحال مشاكل بلدان المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا وثقافيا.. ان العالم يتطلع الى توجهات الراي العام الامريكي ونتائج السباق الانتخابي في الولاياتالمتحدةالامريكية عسى الادارة الامريكية القادمة تصلح جانبا من الاخطاء والغلطات الفادحة التي وقعت فيها ادارة بوش الحالية وجرت اليها العالم اجمع.. وكلفت شعوبها خسائر بشرية ومادية هائلة.. فضلا عن كونها عطلت جهود السلام والتسوية العادلين بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي..