تنظيم الانتخابات العامة في باكستان حدث يتجاوز عملية الاقتراع.. والنتائج الرسمية التي تترجم ميزان القوى الحزبي الجديد حسب توجهات الرأي العام.. المعني بالمشاركة في التصويت والرهان على صناديق الاقتراع.. ان تنظيم انتخابات بلد كبيرمثل باكستان في ظرف أمني حساس يعني السعي الى تجاوز الازمات الامنية التي يمر بها هذا البلد الاسلامي الشقيق منذ عقود.. وبصفة خاصة منذ هجمات 11سبتمبر2001 وبدء الحرب الامريكية الاطلسية في أفغانستان.. خاصة بعد تشريك اجهزة الدولة الباكستانية وأراضيها في الحرب.. وهو ما أثار معارضة قوية لها داخل البلد.. من قبل عدة قوى سياسية ومجموعات قبلية وميليشيات مسلحة.. وقد توترت العلاقات بين السلطات الرسمية في باكستان بزعامة برويز مشرف وخصومه السياسيين خلال الاشهر الماضية.. الى درجة لجوئه الى اعلان حالة الطوارئ.. فيما تم تصعيد العنف بين الاطراف المتصارعة على السلطة الى حد تنظيم تفجيرات تسببت في مقتل مئات المدنيين والعسكريين.. كان من بين ضحاياها رئيسة الوزراء السابقة الزعيمة الرمز بي نظير بوتو.. ان نجاح الانتخابات لا يكون فقط بالنجاح في تنظيم الحملات الانتخابية وعملية الاقتراع بل بنتائجها السياسية والامنية.. لا شك أن بلدا يضمّ أكثر من 200 مليون ساكن مثل باكستان يحتاج الى سيادة الامن والاستقرار.. حتى يتفرغ للبناء ومتابعة نجاحاته في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي.. ان التحدي الكبير الذي يواجه منطقة آسيا والعالم كله نشر هو الاستقرار والامن مجددا في باكستانوافغانستان والدول المجاورة لها مثل ايران وتركيا والعراق.. لأن استمرار حالة الفوضى واللاأمن واللااستقرار تعني تزايد مخاطر تصدير العنف ومحاولات الهجمات الارهابية في العالم اجمع. لقد فرضت العولمة معطيات جديدة بعضها ايجابي وبعضها الاخرسلبي بينها سهولة انتشارعدوى العنف والتوترات الامنية وهو ما يستوجب مساعدة باكستان واجوارها على نشر الامن والاستقرار اولا.. عبر خطوات عديدة من بينها تحييدها نسبيا عن الصراعات المسلحة التي تجري في افغانستان منذ عقود..