«أؤكد أولوياتنا تنظيم الانتخابات وإرساء الديموقراطية» «ثمار الحرب على الإرهاب لن تكون غدا» توقع السفير الباكستاني فايز خوسو ان تكون الحرب المعلنة على الارهاب طويلة وان ثمارها لن تقطف في وقت قريب جدا مضيفا ان من اوكد اولويات باكستان في المرحلة القادمة ستكون مرتبطة باجراء الانتخابات وارساء الديموقراطية في البلاد * ماذا بعد كل الاحداث الدامية التي مر بها باكستان؟ هذا هو السؤال المطروح وقد حدد الرئيس برويز مشرف موعدا للانتخابات في الثامن من جانفي الجاري الا انه وبعد كل الاحداث التي عشناها وبعد الاضرار التي ألحقت بالممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك العديد من مراكز الاقتراع بما فيها من محتويات وملفات فان اللجان المشرفة على الانتخابات بصدد اجراء اجتماعات عاجلة لاتخاذ قرار بشان الانتخابات في هذه الظروف الجديدة كما ان رئيس الحكومة بدوره بصدد اجراء مشاورات مع زعماء الاحزاب بما في ذلك حزب السيدة بوتو التي تعرضت للاغتيال نهاية هذا العام لبحث ما اذا كانت الانتخابات ستتم في الموعد المحدد سلفا او ما اذا كانت ستؤجل الى موعد لاحق والسلطات الرسمية تسعى للتوصل الى قرار في اسرع وقت ممكن ولكني على قناعة بان الانتخابات ستعقد في اسرع وقت ممكن وان الرئيس مشرف سيلتزم بما تعهد به والمسالة مسالة وقت ليس الا وحتى اذا تم تاجيل الانتخابات فلن يكون ذلك الا لفترة قصيرة جدا وفق ما ستحدده اللجنة المكلفة بتنظيم الانتخابات وهي لجنة مستقلة.. * بعد ست سنوات على الحرب المعلنة على الارهاب كيف يبدو لكم حجم تهديد القاعدة للامن والاستقرار في باكستان؟ انه خطر كبير ونحن في بلدنا عانينا وتالمنا كثيرا في السنوات الاخيرة بسبب الحرب على الارهاب كما سجلنا الكثير من الخسائر بما في ذلك اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نضير بوتو والخسائر المسجلة في صفوف قواتنا، «القاعدة »منظمة ارهابية حاولت استهداف الرئيس في مناسبتين كما حاولت استهداف رئيس الوزراء وكذلك وزير الداخلية في مناسبتين وقد لقي الكثيرون حتفهم وكل الاحزاب السياسية اليوم متفقة على ضرورة مكافحة الارهاب وجعل باكستان في مأمن من الارهابين الذين تسببوا لنا في خسائر فادحة... * في رايكم هل يتجه العالم بعد كل هذه السنوات لكسب الحرب على الارهاب واذا كانت قوات التحالف في افغانستان فان كل الاعين على باكستان في هذه الحرب فما هو رايكم؟ انها حرب طويلة ولا احد يشك في ذلك وما خسرته باكستان من جنود في هذه الحرب يفوق ما خسرته قوات التحالف بكثير في افغانستان.. فقد قامت باكستان بنشر اكثر من ثمانين الف جندي على الحدود مع افغانستان لمنع الارهابيين من القيام بعملياتهم على ترابنا ومن التنقل بين افغانستانوباكستان وقد نجحنا في القضاء على العديد من الارهابيين والمجموعات المؤيدة لتنظيم القاعدة في وزيرستان كما في وادي والت ولكن يلزمنا وقت طويل قبل القضاء عليهم نهائيا.. وفي الوقت الراهن نواصل جهودنا في هذا التوجه. وقد بلغ عدد القوات الباكستانية على الحدود بين باكستانوافغانستان 80 الف جندي منتشرين على حدود طويلة تبلغ اكثر من الفي كيلومتر وهي حدود جبلية وعرة ومغاور وكهوف ونتعاون في ذلك مع قوات التحالف في افغانستان ولكن اقول ايضا بان المسؤولية هنا ليست مسؤولية باكستان وحدها لوقف تنقل الارهابيين فافغانستان لها مسؤوليتها ايضا ولكن ومع الاسف فان الحكومة الافغانية ومعها قوات التحالف ليس لها سيطرة الا على العاصمة كابول وقندهار اما بقية البلاد فهي خارجة عن السيطرة ولاتزال اجزاء واسعة من البلاد تحت سيطرة طالبان والمجموعات الموالية لها وافغانستان اليوم لا تزال تحت سيطرة قوات تحارب قوات التحالف وستكون هذه الحرب طويلة وثمارها غير قريبة الاجل... * وكيف تفسرن التعاطف والتاييد المتزايد لحركة طالبان بين الباكستانيين اذن؟ هذا صحيح ولكن لدينا في باكستان اكثر من ثلاثة ملايين لاجئ افغاني وهذا ما يتجاهله العالم وقد طلبنا من الاممالمتحدة اعادتهم الى بلدهم حتى يبدأوا حياتهم هناك من جديد ولكن الكثير من اللاجئين العائدين الى افغانستان عادوا من جديد الى باكستان هربا من الاوضاع الامنية هناك وانا اعترف بان هناك بين اللاجئين في تلك المنطقة الحدودية من يؤيدون او يتعاطفون مع طالبان وهذا تحد كبير ونحن نحاول القضاء على مثل هذا التاييد سواء لطالبان او للقاعدة.. * وما هي اوكد اولويات باكستان في السنة القادمة 2008؟ اوكد اولوياتنا دون ادنى شك تنظيم انتخابات حرة وعادلة وتشكيل حكومة جديدة في البلاد ستعود معها الديموقراطية للبلاد * هل تعتقدون ان تحميل نجل رئيسة الوزراء الراحلة وهو لا يزال مراهق بلا تجربة يخدم الديموقراطية في باكستان؟ بلال وال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء الراحلة سيكون زعيم حزب الشعب الباكستاني في المستقبل وهو فعلا لا يزال في التاسعة عشرة من العمر وهو طالب في اوكسفورد حيث درس جده ذو الفقار علي بوتو ووالدته بوتو وهذا قرار الحزب واختياره وسيتطلب الامر بعض الوقت قبل ان يتمكن زعيم الحزب الجديد من استكشاف المشهد السياسي في باكستان وعندما يعود بعد اتمام دراسته في المملكة المتحدة ويتولى زعامة الحزب فعليا وهذا ايضا ما اعرب عنه واده عاصف زرداري بعد كشف وصية بي نضير بوتو هذا اليوم وكانت قد استشعرت بعد عودتها الى باكستان ما يمكن ان يحدث لها وقد وضعت بوتو وصيتها قبل يومين فقط من عودتها الى اسلام اباد من الامارات.