ضيف استراحة اليوم نائب يعتز كثيرا بتجربته التشريعية الطويلة التي امتدت على ثلاث مدد متواصلة ضمن الحزب الحاكم.. محمد الحبيب الباهي له فلسفته ورؤاه الخاصة التي يمكن أن تكتشفوها في استراحته التالية.. «في البداية كيف تقدم نفسك إلى القراء؟ محمد الحبيب الباهي عضو مجلس النواب منذ سنة ,1994 نائب يعتبر نفسه من رحم الشعب، ملتصق بقضاياه، يعيش على نبض الشارع ويعتز بأن يكون في انتمائه السياسي تجمّعيا وفاء للرسالة الوطنية المقدسة التي تحملها وناضل من أجلها المخلصون».. * بعد أربعة عشرة سنة من العمل التشريعي هل تعتبر نفسك حققت ما كنت تنتظره أم أكثر مما انتظرت بكثير؟ -من أخلاقيات التعامل مع الأشياء أن لا يجافي الإنسان الموضوعية حتى لا ينخرط في نرجسية تجعله يحيد عن الصواب.. ولكن الأمانة تقتضي أن يكون الرضاء هي السمة التي تعبر عما يخالجني بعد أربعة عشرة سنة من العمل التشريعي.. وإن مداخلاتي التي يتضمنها الرائد الرسمي لمداولات مجلس النواب تتيح للآخرين فرصة الحكم على أدائي التشريعي.. أما على صعيد وطني فأؤكد أني كرست جهدي ووقتي للانتصار لقضايانا الوطنية، معرّفا بها، مدافعا عنها داخليا وكلما أتيحت لي الفرصة على الصعيد الخارجي وسأظل وفيّا لهذا الخيار لأن حب الوطن من الإيمان.. * لكن بصراحة هل مازلت تذكر وعودك في الحملات الإنتخابية التي خضتها؟ -يقول المفكر الفرنسي «بول فاليري»: «الأمانة في أداء الواجب هي علاقة دقيقة بين أفكار ووعود وتنفيذ».. لكني في واقع الأمر لم ألتزم خلال الحملات الانتخابية التي خضتها طيلة الترشحات الثلاث للتشريعية بوعود تعتبر «للاستهلاك الانتخابي» بل التزمت بأن أكون لسان حال من وضعوا فيّ ثقتهم من مختلف الشرائح والفئات تحقيقا لما يرغبون في رؤيته مجسدا على أرض الواقع: مرافق عامة، مشاريع، منجزات.. تثري المشهد التنموي عموما. * ماذا حققت منها وما هي إضافتك لجهتك أولا؟ وللوطن ثانيا؟ - بالنسبة للوطن قناعتي راسخة أنني التزمت بثوابتنا الداعمة لخصوصياتنا كمواطنين تونسيين جذّروا في بيئتهم بكامل مفرداتها، عقيدة، حضارة، تاريخا ومكاسب.. في تجسيم أمين للخيارات الوطنية ومرجعياتنا الفكرية في ظل الحكم الرشيد للرئيس بن علي.. أما في مستوى الجهة فيجدر التذكير أن العمل على هذا الصعيد تتكامل فيه الأدوار بين جميع القيادات السياسية والإدارية، بحيث تشخص المشاريع جهويا ويتفق بشأنها ثم يعهد إلينا كنواب للشعب مع الإخوة أعضاء اللجنة المركزية الدفاع عنها في كل الفضاءات الممكنة التي توفرها الوظيفة التشريعية (حوارات قطاعية، جلسات اللجان، الجلسات العامة، الجلسات الخاصة بالميزانية)... * عمليا كيف تبدو لك نظرة من منحوك ثقتهم و أعطوك أصواتهم في الانتخابات الماضية؟ - هذا السؤال من باب الأمانة حري به أن يوجه لمن منحوني ثقتهم ليكون الحكم لي أو عليّ لأنهم القادرون على تقييم أداء من منحوه أصواتهم.. وكم كنت أود لو أن إعلامنا يتكفل بالتحول إلى مختلف جهات الجمهورية ومعتمدياتها بالأخص لسبر أراء الناخبين حتى يتعرف على «مؤشر الرضاء». * هل تعتقد أنهم سيجددون ثقتهم فيك لو أعدت ترشحك لتشريعية2009 ؟ -أولا وبعد 15 سنة من العمل الوطني التشريعي في كامل تمظهراته، أعتقد في تواضع جم أنني قمت بواجباتي بما يرضيني ويطمئنني.. واعتبارا إلى أن بلادنا انخرطت منذ الاستقلال في مجال المعرفة نتج عن هذا الخيار بروز كفاءات في كل شبر من تراب الجمهورية وإن العمل السياسي يقتضي من المسؤول أن لا يحجب أشعة الشمس عن غيره ورحم الله أجدادنا القائلين «العاقل لا يأخذ وقته ووقت غيره» وإجابتي لا تحتاج إلى تفصيل أكثر عملا بالمثل القائل «لا نوضح الواضح».. * إذن أنت تقر ضمنيا أنك لا تنوي تجديد ترشحك لمدة رابعة؟ - أعتبر نفسي مجندا لخدمة وطني من أي موقع يعهد به إلي ويكفيني شرفا أنني انتسبت إلى الأسرة التشريعية منذ سنة .1994 * بعد 3 دورات نيابية كيف حال الرصيد البنكي والعقاري لحضرة النائب؟ - أنا على أتم الاستعداد لأن أفصح لكل راغب عن رقم الحساب الجاري الذي هو لي بفرع الشركة التونسية للبنك بالنفيضة على ما يمتلكه النائب محمد الحبيب الباهي من رصيد مالي إن كان له رصيد لأنني نائب ولست مختصا في جمع الجبايات أو تكديس حطام الدنيا ثقة مني في قول الله تعالى «ما عندكم ينفد وما عند الله باق» والدعوة مفتوحة لزيارة الحساب الجاري لنائب قدم نفسه في أول كلامه أنه من رحم الشعب.. أما الرصيد العقاري فيتمثل في قبر للحياة تقيم به عائلة متماسكة، سعيدة وراضية بما قسم الله لها وفاء لما كانت تقوله جدتي «ابني وعلّي وامشي خلّي».. للتعليق على هذا الموضوع: