في خطوة تعكس تنامي التنسيق العسكري والأمني بين تونسوواشنطن يتابع وفد من الضباط الأميركيين زيارة لتونس أمس في إطار دورات «كابستون» للتأهيل العسكري. وتأتي هذه الخطوة بعد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة في تونس في أيار (مايو) الماضي وعقد ندوة للحلف الأطلسي في العاصمة التونسية في حزيران (يونيو) الماضي. وتستقطب دورات معهد الدفاع في «كابستون» قرب واشنطن العناصر المميزة من خريجي الكليات العسكرية لتدريبهم على التخطيط وقيادة العمليات المشتركة. وقال مصدر أميركي ل «الحياة» إن الدورة ترمي لدرس القضايا الرئيسية المتصلة بصنع القرار في المسائل الأمنية والاستراتيجية العسكرية والعلاقات مع الأمم الحليفة. وتجرى الدورات في قاعدة «ماك ناير» قرب واشنطن حيث يحصل الدارسون على دورات مكثفة تستمر ستة أسابيع في مجالات عسكرية متنوعة إضافة لزيارة مقرات القيادة العسكرية الرئيسية عبر العالم وإجراء لقاءات مع قيادات عسكرية وسياسية وديبلوماسية في البلدان الصديقة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التونسية أن أعضاء الوفد اجتمعوا مع وزيرة الدولة للشؤون الخارجية سيدة الشتيوي وناقشوا قضايا الأمن والاستقرار من دون إعطاء تفاصيل عن فحوى المحادثات. وكان مساعد رئيس الأركان الأميركي الأدميرال إدموند جام باستيان زار تونس الأسبوع الماضي تمهيدا لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين التونسيين تطرقت لمواجهة الأخطار المتنامية التي تشكلها شبكة «القاعدة في بلاد المغرب»، وبخاصة بعد التفجيرات التي هزت الجزائر والدار البيضاء في وقت سابق من العام الجاري. وأتت زيارة باستيان قبل اجتماع مهم للحلف الأطلسي في بروكسيل يُرجح أنه خصص، من ضمن مواضيع أخرى، لدرس مشروع إنشاء قيادة عسكرية دائمة في أفريقيا. وتسعى واشنطن لضرب طوق حول التنظيمات المسلحة في القارة وبخاصة في منطقة جنوب الصحراء التي اتخذت منها الجماعات الجزائرية المسلحة مسرحا لحركتها وجسرا لتموين عناصرها بالسلاح. إلا أن ليبيا عارضت بشدة مشروع القيادة الأفريقية التي يتردد أن مركزها سيكون في أحد البلدان المغاربية. وتتزامن زيارة وفد الضباط الأميركيين الحالية مع انطلاق مناورات عسكرية واسعة تستمر شهراً بإشراف الولاياتالمتحدة في منطقة قريبة من باماكو عاصمة مالي وبمشاركة 13 بلدا أوروبيا وأميركيا من ضمنها تونس. وترمي المناورات التي تحمل اسم «فلينتلوك 2007» إلى تعزيز الجاهزية القتالية في مكافحة الجماعات المسلحة التي تنتشر في منطقة جنوب الصحراء، وهي الثالثة في نوعها منذ السنة 2005.