يشرفني التفاعل مع ماكتبتم في منتدى وأرحب بملاحظاتكم ونقدكم الصادق والبناء راجيا من الله تعالى أن يكون سبيلنا جميعا الى الاصلاح والنماء في بلدنا ومنطقتنا عموما . أما فيما يخص اعادة نشر مقال صديقنا العزيز محمد البشير بوعلي في ثنايا المنتدى فانني لاأرى له مجالا من التوفيق وذلك بحكم توضيحي في سلسلة من المقالات اللاحقة -والتصريحات لجريدة الصباح المغربية ولاذاعة صوت الأمل المستقلة - لجملة من التطورات والحيثيات فيما يخص موقفي من أداء السلطة وعلاقتها بالمجتمع المدني والصف المعارض - تراجع في ذلك مواقفي واضحة شفافة على موقع صحيفة الوسط التونسية www.tunisalwasat.com . هذا وأذكر القراء الأعزاء وأحباء ومتصفحي ورواد صحيفة الوسط التونسية بأنني متابع عن كثب لما يحدث في الساحة الوطنية وهو مايجعلني محجما برغم تكرر العروض شبه الرسمية عن العودة الى التراب الوطني في الظروف الحالية تقديرا لطموح وطني جماعي نشدنا من ورائه تحقيق الاصلاح وتطوير واقع الحريات ودخول عتبة التنمية السياسية الحقيقية ... الاخوة الأعزاء في منتدى وصحيفة الوسط التونسية , ان ايقاف المحاكمات ذات الطابع السياسي والكف عن الاعتقالات على أرضية الاشتباه في العلاقة بقوى الممانعة السياسية واخلاء السجون من معتقلي الرأي ستكون مقدمة حقيقية في نظري لاعادة الأمور الى نصابها شبه الطبيعي ومن ثمة التعجيل بحل ملف المنفيين واللاجئين السياسيين بالتوازي مع ملفات وطنية أخرى لاتحتمل التعتيم أو المقايضة أو التأجيل ... الاخوة الأعزاء في منتدى وصحيفة الوسط التونسية , أقدر فيكم فضولكم وتساؤلكم عن أسباب غيابي طيلة هذه الأشهر عن الكتابة شبه اليومية والمكثفة على أعمدة الصحف والشبكات الاخبارية , ولكن ثقوا أن رغبتي في الاستقلال المادي وفي ابعاد منبر الوسط التونسية عن المساومات المادية من هذا الطرف أو ذاك هي التي دفعتني الى التضحية بشق البدن والنفس من أجل توفير مصدر دخل قار يضمن التدفق الحر والصادق للمعلومة كما العيش الكريم بين جنبات منفى ومعارضة لايرحمان الفقراء ... الاخوة والقراء الأعزاء , انني مازلت حاضرا معكم ومع الحدث القطري والاقليمي ومع هموم الانسانية مهتزا بذلك لالام نكسة سياسية تحدث اليوم في موريتانيا وفاجعة دولية تدور أحداثها بين تخوم أستونيا الجنوبية وجورجيا و أبخازيا ... الامي كبيرة لما يحدث أيضا بين أشقاء القضية الوطنية الفلسطينية ومساحات من الأمل تجتاحني وأنا أشاهد مساحات رائعة من السلم والابداع البشري في الألعاب الأولمبية ببكين وجمهورية الصين الشعبية ... عيوني على الوطن كلها أمل وألم وأنا أعيش الخبر مطالعة ومتابعة ومهاتفة من أصدقائي في دفتي الجسم شبه الرسمي والمعارض , وايماني عميق لايتزلزل بأننا حتما سنعبر يوما باتجاه الخلاص والحرية والوئام بين أبناء وطن مزقته صراعات السياسة والمصالح والايديولوجيا وتجاذبات دولية غير معلنة بين أطراف تقدم المصالح الاقتصادية والاستثمارات المادية على الاستثمار في رفاه الشعوب واحترام حقوق الانسان والقيم النبيلة وترسيخ دولة الحق والقانون في منطقة لاينقصها الا العدل من أجل تحقيق نهضة المجتمعات والعمران والسلم والاستقرار. تحياتي الى كل الأصدقاء الذين ظلوا على اتصال مستمر بي طيلة فترة غيابي الطويل عن الابداع والامتاع في عالم الكتابة , ووعدي لهم صادقا بمشيئة الله بأن أعود الى الميدان أكثر وقارا واضافة في عالم لايرحم الساكنين حتى وان بدى لهم ظاهرا بأن الوقوف على الربوة أكثر قربا وأمنا من قوارب النجاة ... ألف تحية حب وتقدير لمن ظل على عشق مستمر للوسط ومليون قبلة على الجبين لك أيها الوطن الذي سلبتنا مهجنا شوقا للحرية والكرامة فيك ...