الاخوة الأعزاء في صحيفة تونس نيوز الشقيقة تحية طيبة وألف سلام , أما بعد فأعتذر لكم اخوتي وزملائي الأعزاء عن التأخر بعض الوقت في تحرير هذه الرسالة وذلك لظروف عائلية وجامعية أعاقتني أياما متتالية عن الكتابة . الاخوة الأكارم والأعزاء في الشقيقة تونس نيوز , أرجو في مقدمة هذه الرسالة أن يكون قراركم بالانصراف مجرد أمر طارئ لاقرارا بالاعتزال وهو مانأمله منكم في هذا الحقل الذي يحتاج الى أكثر من فارس وأكثر من قلم صادق يجتاح بكلماته مناطق العتمة والظلام ... اخوتنا وزملاءنا الأعزاء في مهنة المتاعب , أيها الأوفياء لالام الوطن والمواطن والانسان , لا أريد من خلال هذه الكلمات التي أختطفها على عجل وسط زحمة من الواجبات ..., لاأريد أن أثقل عليكم بالنصيحة أو بكلمات شد الأزر والمواساة , فأنتم في اعتقادي أكبر من أن نمارس قبالة هاماتكم الشامخة هذا الدور الوعظي أو الارشادي , بل انها مجرد تحية اعتراف صادق منا تجاه دور وطني ساهمتم فيه معنا ومع غيرنا بكثير من التضحية والصمت على جهد الأصل أن تتجند له أحزاب كبيرة ومؤسسات اعلامية ضخمة اسنادا بشريا وماديا غير منقطع ... زملاءنا وأشقاءنا في محنة الكلمة المضيئة , اخوتنا في صحيفة تونس نيوز : نقاسمكم اليوم بلاشك محنة الألم ونحن نراكم تغيبون بعضا من الزمن عن مواجهة محنة الصمت الاعلامي الذي يراد له أن يحيط ببعض من مناطقنا في رحلة حقوقية وسياسية تونسية تحتاج الى كثير من الصبر والعزيمة والايمان بالقدر المشترك في أن نعيش جميعا تحت سماء تونس دون تغلب عصبي أو حزبي أو اقصاء ... لقد انطلقنا واياكم في نفس السنة ونفس الحقبة حين أضأنا معكم شموع تونس 2000 التي أريد لها الاغتيال معنويا عبر قرصنتها سنة 2003 , وهو ماجعلنا نساير الامكم باعادة احياء مشروعنا الاعلامي تحت مسمى تونس الملاحظ أو Tunisia The observer ثم جاءت عملية القرصنة الغاشمة لمشروعها الذي ازرناه بموقع تونس اليوم الذي اغتيل معنويا سنة 2005 , لننصرف بعدها في رحلة من التأمل دامت سنة كاملة عدنا بعدها الى الميدان حاملين لواء صحيفة الوسط التونسية بتشجيع من نخبة من الوطنيين والأحرار المناضلين . زملاءنا الأعزاء في تونس نيوز , لكم أن ترتاحوا ردها من الزمن وهو حق للنفس والأهل عليكم , ولكن ثقوا بأن عودتكم لمضمار العدو الوطني ستعزز مجددا مسار الاعلام الحر والكلمة الحرة كما نضالنا المشترك من أجل تونس أرحب وأوسع وأعدل في حق اجيال تتطلع الى مدارس في النضال الوطني الصادق . أملنا أن نكون بهذه الكلمات قد لامسنا ماننتظره منكم في أفق زمني قريب , برغم ادراكنا لعظم الأمانة وثقل المراد وعظم التحدي ... الله معنا ومعكم , الله معنا ومعكم , الله معنا ومعكم ... ولن يترنا الله جميعا أعمالنا التي بيضت شعورنا وشعوركم وأذهبت أحلى أيام شبابنا وشبابكم حين قضيناها سويا وراء الكواليس من أجل ابلاغ اصوات وأنات المظلومين . أخوكم الوفي : مرسل الكسيبي* *رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية [email protected] 4 ديسمبر 2007 .