أكره أن يحول شخص حضوره في جنازة إلى مزايدة على الآخرين والتبجح بذلك وكأنه إدانة لمن غاب...أنت تمكنت من الحضور شكر الله سعيك وثبت أجرك...لكن لا تستغل حضورك لإدانة غياب غيرك لأسباب وظروف تجهلها...والغائب حجته معه...رحم الله السيد العربي نصرة مؤسس قناة حنبعل...الذي لم أتمكن من حضور موكب دفنه لظروف خاصة...!!! لكن لا الغياب يعني الجحود والنكران فقد كنت على اتصال به طيلة مرضه وفي المناسبات وذلك أضعف الإيمان...ولا الحضور يعني الصدق والوفاء لأنني شاهدت منافقين في الجنازة كانوا غائبين خلال المرض والفترات الصعبة وكان المرحوم مستاء منهم...أقول ذلك ردا على منشط لام زملائه في حوار إذاعي مؤخرا على غيابهم عن الجنازة دون تحري ظروفهم...والمزايدة عليهم بفجاجة !!! كثيرون كانوا يتملقون ويتذللون ويتزلفون للمرحوم ولست منهم...لكنني أعترف دائما أن المرحوم العربي نصرة صاحب فضل علي...ولم أنس ذلك في كل مناسبة تتاح لي...فقد فتح لي أبواب قناته منذ أول يوم...وقدمت فيها أول برنامج تم بثه فيها بعد إفتتاحها...وهو برنامج " الصراحة راحة " الذي إستمر لسنوات...وتوقفت نسخته الجديدة " اللطيفة " ( هذا أنا ) في حلقة سليم شيبوب...ثم عاد البرنامج بعد الثورة في نسخة سياسية كان برهان بسيس أول ضيوفها ( ربي يفرج عليه )...في حلقة مثيرة وخطيرة صنعت الحدث وقتها...!!! جمعتني بالراحل ذكريات وكواليس...أحلاها في البدايات...وأصعبها على علاقتي به هي عندما غادرت حنبعل نحو الحوار التونسي عام 2013 بعد أن قدم لي سامي الفهري عرضا ماديا لا يُقاوم...وهو العرض الذي ساهم في تغيير حياتي ماديا ومهنيا...بعد أن بدأت في سن صغيرة مع حنبعل عام 2006 بأجرة لم تتجاوز 150 دينارا في الحلقة...لكن تلك الفرصة الأولى كانت أغلى من الفلوس ومن الأموال...وقيمتها المعنوية غالية وثمينة...لأنها البداية والفرصة التي مشيت بها أول خطوة في طريقي نحو اليوم...ومن الوفاء أن تعترف بجميل من أعطاك فرصتك الأولى...وعلمك خطوتك الأولى...وساعدك في محاولتك الأولى...!!! رحم الله سي العربي نصرة...وسأعود لحكايات بداياتي معه...!!!
