لن أتحدّث باسم الشعب على غرار زَيْد، ولن أن أقول إنّ "التوانسة تحب" مثل عَمْر، ولن أؤكّد أنّ المجتمع التونسي الذي قام بالثورة ينتظر كما قالها فلان،... ولن أكون الناطق الرسمي باسم التونسيين مثل فلتان، ولن أمثّل الشهداء على غرار علاّن. فقط سأتكلّم عن نفسي وعن نفسي دون سواها، لأقول إنني بحاجة لمعرفة حقيقة النظام الذي حكم تونس منذ الإستقلال، وحقيقة إنتهاكات حقوق الإنسان وسياسة تكميم الأفواه وتجفيف المنابع ودواليب نهب ثروة البلاد والعباد، وجميع الوقائع المرتبطة بهذه الإنتهاكات وسياسة التكميم والتجفيف والنهب هذه. ومعرفة الحقيقة، تتطلّب إيجاد آليّة ترسم لنفسها أهدافا وتضع على ذمّتها وسائل وأدوات عمل، وتخطّط على المدى القريب والمتوسّط والبعيد كيف سيكون كشف الحقيقة هذا، ومن سيشارك فيه، ومن سيسأل، ومن سيجيب، ومن سيشاهد أو سيستمع، ومن سيعتبر. ولا يمكن أن يكون هذا كلّه سوى خطوة أولى للعدالة الإنتقالية من أجل بناء تونس الديمقراطية وتونس الحرّية.