في كل المجتمعات أوساخ وفواضل فكرية ونزوات بشرية ولكن بدرجات متفاوتة المفعول ومحددة الخطورة التي قد تتسع لتشمل وطنا بحاله وأحواله مثلما هو الحال عندنا في تونس حيث غابت نخبُ التنظيف ومواده الفاعلة. فتعفنت ساحة المنطق وأنهج المناهج وشوارع العقلانية وانسدت قنوات التفكير وانعدمت مصفاته وبالتالي نزل الوضع الى «دون عتبة الوحل» من التلوث بدعوى بناء المدينة الفاضلة دون رخصة على غرار ما هو سائد في أكثر من جهة وأكثر من مكان باسم الثورة والحرية والديمقراطية برعاية الملكة «DEGAGE» وفي ظلها الذي لا تضاهيه ظلال الظّلال نفسه. وبالطبع والطبيعة أن تكون أكداس هذا التلوث السياسي خصوصا مجلبة وقبلة لكل ما هو سائب من القطط والكلاب واليرابيع لشحذ أنيابها للغدر والنهش والقضم. ولكم في عمليات الحرق والنهب والسلب والتسيّب الحجة والدليل على كل السوائب اليوم وفي هذه الساحة العقلانية الملوثة يعتصم أكثر من سؤال في «اضراب جوع» شديد لمعرفة الحقيقة. وأكثر من سؤال مضرب عن الأكل من الأيادي المسمومة كهذا السؤال: من حوّل الشعب التونسي الى قطعة «شوينغوم» تارة والى «فص» من لوبان ليبيا أخرى تلوكه أشداق وأشداق واسعة وتجتره أفواه وأفواه مفتوحة علكة في موسم العلك هذا باسم الشعب يتحدثون وباسم الشعب يطالبون وباسمه يقررون وباسمه ينفذون وعليه وعلى ثورته يركبون بدْوا رحّلا الى «بر الأمان» طالبين إرثهم من دار لقمان.