ما حدث ويحدث في الحزب الاجتماعي التحرري أصبح عصيّا عن الفهم والتحليل وأيضا وخاصة فوق الاحتمال في حزب سياسي. ظهر أمس انعقدت بمقر الحزب بوسط العاصمة ندوة صحفية شهدت مشاركة مجموعة الإصلاح التي تعتبرها قيادة الحزب عناصر مطرودة والتقائها مع السيد المنجي الخماسي نائب رئىس الحزب لإصدار بيان مشترك أمضى عليه أيضا السيد العربي بن علي بصفته «الرئىس الشرعي لجامعة الضاحية الشمالية». وأعلن السيد المنجي الخماسي نائب رئيس الحزب في الندوة الصحفية وفي البيان ان محاولاته الإصلاحية من داخل الحزب فشلت وإن التواصل مع الأقلية الباقية باءت بالفشل أيضا بما يغلق باب الإصلاح. واعتبر مجموعة التيار الإصلاحي ان تصديق السيد المنجي الخماسي على الرؤى السياسية لبرنامج الإصلاح قوة دفع جديدة تضاف إلى مجهودات الحركة النضالية التي عبرت عن نفسها في أكثر من مناسبة. مؤتمر مصالحة وقال الحاضرون في الندوة الصحفية ومنهم سبعة عناصر في المكتب السياسي المنبثق عن مؤتمر فيفري 1999 ان النية متجهة إلى عقد مؤتمر مصالحة وإصلاح في أقرب الآجال، وقال السيد منجي الخماسي ردّا على «الشروق» انه سيتم قبل الانتخابات القادمة وان الحزب يجب أن يتواجد بكل عناصره التي غادرته أو أبعدت والتي أثبتت إنها قادرة على الإضافة خلال الانتخابات الماضية (أكتوبر 1999) مؤكدا ان المؤتمر المزمع عقده يكون عاديا. وأوضح عدد من مجموعة الإصلاح ان القيادة الحالية استوفت مدتها النيابة يوم 27 فيفري الماضي يمضي خمس سنوات على انتخابها في مؤتمر فيفري 1999 وقال السيد محسن النابلي ان رئىس الحزب قام بطرد 51 عضوا من المكتب السياسي منذ تأسيس الحزب سنة 1988 وانه حلّ 10 جامعات لأسباب تافهة وأضاف ان الحزب على ماهو عليه الآن من وهن وفراغ غير قادر على دخول الانتخابات الرئاسية والتشريعية وأكد أن أكبر جامعات الحزب (الضاحية الشمالية وتاجروين) مع مجموعة الإصلاح.كل الاحتمالات وردّا على سؤال «الشروق» حول إمكانية تعرضه للطرد من المكتب السياسي للحزب قال السيد منجي الخماسي ان كل الاحتمالات واردة وانه أقدم على مشروع نضالي هدفه الإصلاح وبناء حزب قويّ وانه سيتحمل مسؤولية مبادرته. ويذكر ان السيد منجي الخماسي أحد مؤسسي الحزب كان عرضة للطرد سنة 1993 قبل أن يعود ويشارك في مؤتمر 1999 وردّ الحاضرون على سؤال آخر للشروق حول قانونية تحركهم إذا تمّ طرد السيد منجي الخماسي وكيفية الدعوة إلى مؤتمر عادي لانتخاب قيادة جديدة بالقول انهم أمام مأزق قانوني رغم أن القانون الأساسي يتيح الدعوة إلى مؤتمر خارق للعادة من قبل ثلثي أعضاء المكتب السياسي وهو ما سترفضه القيادة الحالية أو المتبقية لأنها ستعتبر الجميع مطرودين ولا صفة لهم. ردّ وكرد على هذه التطورات قال السيد منير الباجي للشروق ان السيد منجي الخماسي لا يمثل إلا نفسه وان ما قاله وقام به يتناقض مع تصريحاته السابقة وان المكتب السياسي الذي سيجتمع عشية اليوم السبت سيتخذ القرار ا لمناسب في شأنه خاصة وانه فتح باب مقر الحزب أمام عناصر مطرودة وهو ما يعتبر خيانة الإئتمان على المقر. ورغم أن الباجي لم يصرّح بذلك فإنه يمكن من الآن ان الخماسي سيكون المطرود الجديد في الحزب. وبالنسبة لمجموعة تيار الإصلاح قال الباجي ان المحكمة فصلت الموضوع وأكدت انهم عناصر مطرودة. وفي ما يتعلق بالمؤتمر القادم قال رئىس الحزب انه لن ينعقد إلا بعد بناء الجامعات إذ أن الحزب بصدد إقامة 25 جامعة في كل الجهات وهو ما يؤكد أنه يعمل في ظروف طيبة وان مجلسه الوطني سينعقد في اجاله يوم 25 أفريل المقبل أي يوم الأحد القادم.