79 ميلون دينار هي الميزانية التي خصصتها الحكومة لولاية سيدي بوزيد الخاصة بالقطاع الفلاحي لسنة 2012 وقريبا الحكومة تنطلق في مناقشة ميزانية 2013. هذا أبرز ما جاء خلال زيارة وفد حكومي إلى ولاية سيدي بوزيد. الوفد ضم كل من محمد بن سالم وزير الفلاحة ومحمد سلمان وزير التجهيز ورضا السعيدي المكلف بالشؤون الإقتصادية ولطفي زيتون الوزير المكلف بالشؤون السياسية لدى رئيس الجمهورية ومحمد عبو وزير مكلف بالإصلاح الإداري والتوهامي عبدولي كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية.
وحضر هذه الجلسة العديد من ممثلي سيدي بوزيد في المجلس الوطني التأسيسي ، بالإضافة إلى والي الجهة محمد نجيب منصوري ، بقاعة المؤتمرات وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير.
وافتتحت الجلسة وسط احتجاجات من طرف الحاضرين على آداء الحكومة وتقصيرها في حق الجهة وحق شهدائها الأبرار وتولى الوالي الكلمة بعد تلاوة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء.
كما تولى وزير الفلاحة تقديم المعطيات المتعلقة بولاية سيدي بوزيد في الاستثمار خاصة في القطاع الفلاحي باعتبار خصوصيات الجهة وتحدث عن التحسن الذي طرأ على الميزانية المخصصة للقطاع حيث تم رصد 79 مليارا كاملة منها 9.2 مليار لإحداث مناطق سقوية. كما دعا السيد محمد بن سالم إلى أنه لا مجال لتهميش الجهة معتبرا أن هذه الأرقام خير دليل على مدى اهتمام الحكومة بالجهة التي كانت سببا في وصولنا إلى السلطة.
وأشار إلى ضرورة تكاتف الجهود من جميع الأطراف لتوفير مناخ متميز يساعد على بعث مشاريع استثمارية بالجهة. من جانبه أكد السيد رضا السعيدي المكلف بالشؤون الاقتصادية أن للشعب مساهمة كبيرة في رسم توجهات الحكومة، التي تعمل على رفع التهميش والإقصاء الذي تتعرض له سيدي بوزيد إذ أنه تم الترفيع في الميزانية التكميلية ب 32% من الميزانية الأصلية وأن التنمية لا بد أن تنبع من الجهات بمشاركة نواب المجلس التأسيسي مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تمثل فرصة للاستماع لمشاغل وآراء المواطنين. إذ تم رصد 474 مليون دينار لإنجاز 307 مشاريع في قطاعات عدة منها الصحة وتهذيب الأحياء الشعبية وقطاع الشباب والرياضة والماء الصالح للشراب والتعليم العالي إلى غير ذلك من القطاعات الأخرى.
مشاريع استثمارية في انتظار البقية...
تم خلال الجلسة الاطلاع على روزنامة المشاريع الاستثمارية الخاصة منها مشروع كوابل السيارات «مجمع ليوني» الذي يوفر حوالي 1000 موطن شغل ومجمع «فريقوكونفور» بطاقة استيعاب تقدر ب600 عامل ومصانع للآجر بحوالي 700 موطن شغل بالإضافة لوحدة لتحويل الجبس ووحدة لتحويل وتصنيع كربونات الكالسيوم. الجلسة شهدت عديد التدخلات تطورت فيما بعد إلى مصادمات بين الحضور ومجموعة محسوبة على الحكومة من بينها الاعتداء على بعض الإعلاميين بالعنف.
قالوا عن الجلسة
«الشروق» حاولت رصد آراء بعض المواطنين حول الجلسة: السيد الأمين بوعزيزي، أستاذ جامعي اعتبر أن شكل تنظيم هذه الجلسة لم يختلف كثيرا عن الاجتماعات أيام بن علي وأن الدعوات التي تم توجيهها كانت مختصرة على أنصار حزب الأغلبية، كما أرجع السيد الأمين بوعزيزي سوء التنظيم إلى الدور السلبي لأعوان الأمن والجيش الوطني وأن المواطنين الذين تم التهجم عليهم كانوا أول من تواجد يوم 17 ديسمبر 2010 للاحتجاج على إثر إضرام الشهيد البوعزيزي النار في جسده أمام مركز الولاية.
وأضاف أن الوزراء جاؤوا للتذكير بمشاريع 90% منها أنجزت أو بصدد الإنجاز وأنه على الحكومة وضع حد لعملية ركوب «الزنبيل» لأن وقوفهم في الفسطاطين تشويه للنظام الاجتماعي من جهة وتشويش على الشعب باعتباره جزءا من المشهد الرسمي.
أما السيد العكرمي عمري، معطل عن العمل، فإنه يعتبر جلسة الوفد الحكومي لم تقم بالخوض في المسائل الحساسة التي قامت من أجلها الثورة كتشغيل أصحاب الشهائد العليا إلى جانب اعتماد منوال تنمية هش وهزيل لا يتماشى وخصوصيات الجهة وهو عبارة على امتداد للمنوال التنموي السابق. داعيا إلى ضرورة مراجعة الحكومة لسياستها تجاه سيدي بوزيد متسائلا إلى متى يتم حرمان الجهة من حقها في التنمية العادلة كمكافأة على قيامها بالثورة ؟
من جانبه السيد فوزي حمدي، أستاذ ونقابي، فقد أورد أنه دون التعرض للبرنامج لكونه أصبح معروفا لدى الجميع فإن ما لاحظه هو إدانة الاعتداء المادي واللفظي على معارضي هذه الزيارة من قبل أشخاص محسوبين على أطراف حكومية وأضاف أن العديد من الذين تعرضوا للاعتداء هم نقابيون من التعليم الأساسي والثانوي وهنا تساءل :«هل يمكن أن نعتبر هذا امتدادا لتهديدات رئيس الحكومة للاتحاد العام التونسي للشغل في كلمته الأخيرة ؟ كما أريد أن أذكّر المعتدين ومن يقف وراءهم بأن هؤلاء النقابين هم الذين قادوا أول التحركات للثورة في غياب من هم ينعمون بالسلطة الآن». وختم السيد فوزي رأيه بعبارة «ثورة خسر فيها الثوار».
هذا وقد استنكر جميع من تم التحدث إليهم مظاهر العنف في جلسة كان من المفروض ان تأتي بالجديد للجهة على مستوى الاستثمار غير ان سياسة التهميش والإقصاء مازالت متواصلة معتبرين ان ما تم من وعود إنما هو ذر للرماد عن العيون.