مازالت سيدي بوزيد تشد إليها الأنظار وطنيا ودوليا بعد أن أصبحت رمزا للثورة التي شدت إليها العالم بطريقتها ونتائجها وباتت مثالا يحتذى به في عدد من الدول العربية. و لان سيدي بوزيد قدمت لتونس "ياسمين الثورة" لتستنشق عبره رائحة الحرية والعزة والكرامة،كان لا بد من إعطاء حق هذه المنطقة التي عانت الإهمال والنسيان في الأزمان الماضية وذلك بتكثيف الاستثمارات صلبها وخلق مواطن شغل لأبنائها ودفع التنمية فيها..وكذلك تكريم روح الشخصية الرمز محمد البوعزيزي الذي أعطى بتضحيته بنفسه شرارة هذه الثورة... مشاريع هامة وبالإضافة إلى المشاريع الاستثمارية التي قرر بعض رجال الأعمال إنشاءها في المنطقة،تحرك مؤخرا بعض رجال الجهة لجلب مستثمرين أوروبيين للانتصاب في منطقة سيدي بوزيد عبر مشاريع شراكة.من ذلك ما تقرر مؤخرا وعبر جمعية "المواطنة والكرامة" من إنشاء ثلاثة مشاريع كبرى في الجهة تتمثل في: -مصنع للتجفيف الصناعي للخضر والغلال قدرت تكلفته المبدئية ب 6 ملايين دينار سيشغّل في مرحلة أولى 80 إطارا من أصحاب الشهادات العليا بينهم عدد هام من المهندسين هذا إلى جانب حوالي 200 عامل سيشتغلون على مدار العام وليس بصفة موسمية. -مشروع اجتماعي يختص في الملابس المستعملة بقيمة 5 ملايين دينار سيشغّل فقط ذوي الاحتياجات الخصوصية.ومن المنتظر أن تنطلق عملية التشغيل ب 300 عامل من بين المعاقين لتصل بعد مدة إلى 1500 موطن عمل. -مشروع مصنع ضخم لحماية البيئة من التلوث باستغلال الفوسفوجيبس كمادة اولية في صنع مواد تستعمل في البناء تشابه في تركيبتها ودورها مادة الكلنكر وهي المكون الاساسي للاسمنت.ومن المنتظر ان يكون هذا المصنع في المزونة نقطة الالتقاء بين الصخيرة وقابس وصفاقس. وسيتكفل المصنع باستغلال فضلات الفوسفوجيبس الملوثة للبيئة لتحويلها الى مواد تستغل في البناء (liant hydrauliques) من شانها تعويض مادتي الاسمنت والجبس. ومن المنتظر ان تتراوح قيمة هذا المشروع الذي ستساهم فيه اطراف فرنسية بين 500 و700 مليون دينار. متحف الثورة والى جانب ذلك وبعد مشاورات بين نقابة المعهد الوطني للتراث وجمعية "المواطنة والكرامة" غير الحكومية بسيدي بوزيد ابدى وزير الثقافة استعداده وتشجيعه لمبادرة انشاء متحف للثورة في سيدي بوزيد. وقد شرع عالم الاثار الامين بوعزيزي والسيد منصف مشيش وهو نحات كان اعد وانجز ما يتوفر لدار شريط بتوزر من معالم ونحت وجمعية "المواطنة والكرامة" في اعداد ما يسمى بالدراسات الأولية للمشروع الذي من المتوقع ان يكون في مقر لجنة التنسيق التي تم استرجاعها من قبل الدولة.وسيحتضن المتحف مخلّفات الثورة من اسلحة وذخائر مستعملة وخاصة العربة الشهيرة للشهيد محمد البوعزيزي والتي من اجلها اندلعت الثورة في تونس انطلاقا من سيدي بوزيد.كما سيتضمن المتحف كل الاثار والحفريات وخاصة منها مئات اللوحات الفسيفسائية التي تم العثور عليها في الجهة منذ قرون الى جانب ما عرفت به الجهة من لباس تقليدي وحلي ومنسوجات وغيرها... لوحة عالمية للبوعزيزي كذلك يتم هذه الأيام وبطلب وتنسيق من جمعية "المواطنة والكرامة" بسيدي بوزيد رسم لوحة زيتية عملاقة للشهيد محمد البوعزيزي من طرف الفنان منصف مشيش.وستعرض هذه اللوحة في مرحلة أولى في سيدي بوزيد ثم في العاصمة قبل أن يتم نقلها إلى مدينة مونتريال الكندية على نفقة الكنديين لبيعها عبر مزاد علني عالمي في كندا وستخصص عائدات اللوحة لتمويل متحف الثورة.