على الرغم من الهدوء الذي تمر به هياكل الحزب الاجتماعي التحرري فإن «المتواجدين» خارج الاطر الرسمية مازالوا يدفعون ببعض الحراك في محيط الحزب، وأثارت تصريحات المنسق العام لمجموعة الاصلاح السيد محسن النابلي مؤخرا حول دعوة رئيس الحزب السيد منير الباجي الى «التنسيق» في إعداد القائمات الانتخابية للتشريعية القادمة في مقابل قبول ترشيح الباجي للرئاسية، أثارت حفيظة السيد منذر ثابت الناطق الرسمي للمجموعة الذي اعتبرها «مزايدات» نأت عن المبادئ والصواب ووقعت في فخ المهاترات السياسية. وفي تصريح ل «الشروق» أكد السيد منذر ثابت ان الوضع في الحزب الاجتماعي التحرري يتطلب وقفة حازمة لتحقيق الاصلاح الفعلي والنافذ وأشار الى أن ذلك يجب أن يتم بعيدا عن المواقف الانتهازية وأن المصالحة إن تمت يجب أن تتم في وضح النهار وأن تكون شاملة وعلى أرضية صلبة. وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث، انسلاخه نهائيا عن المجموعة الاصلاحية وتخلّيه عن أية مهام بها فقد حذر الاطراف الرافضة للحوار مما قد تؤول اليه الاوضاع خلال الانتخابات المقبلة والتي من المنتظر أن بحسب الظروف الحالية يتلقى فيها الحزب هزيمة تهدد الحد الادنى الموجود الذي أمكن المحافظة عليه في الفترات الماضية. ويرى المتحدث أن الوضع الحالي للحزب يتطلب ممارسة النقد الذاتي والكف عن السير في منطق التصفية والاقصاء ويعتقد أن المسألة السياسية لا يحسم مصيرها باللجوء الى القضاء. ويعتقد ثابت أن الباجي على الرغم من أنه يمتلك الشرعية التاريخية على اعتباره مؤسس الحزب فهو يبقى في حاجة الى الشرعية التنظيمية والسياسية عبر مؤتمر ديمقراطي. ولتفعيل خيار المصالحة داخل التحرري يقترح الناطق الرسمي السابق لمجموعة الاصلاح عقد مجلس إطارات في شكل مائدة مستديرة حول واقع الحزب بحضور كل الاطراف والصحافة والالتزام عندها بالموقف الاغلبي وإقرار مبدإ المؤتمر التوحيدي كحل للخروج بالحزب من أزمته الراهنة وعقد اتفاقات واضحة في كل ذلك وبعث لجنة مشتركة للاشراف والاعداد للانتخابات التشريعية وإقرار الصيغة النهائية للرئاسية. السيد منير الباجي رئيس الحزب جدد ل «الشروق» رفضه القاطع لأية صيغة حوارية أو مصالحة وقال: «كل المطرودين غادروا الحزب بقرارات تأديبية ولا مجال لأي تفاوض معهم. وأكد أن هياكل الحزب منسجمة وتعمل جاهدة على ضبط القائمات الانتخابية ووضع الملامح الاخيرة للبرنامج الانتخابي للتشريعية والرئاسية. وقال ان نقاشات مهمة تدور حاليا في 21 جامعة لتوضيح كل ذلك. وأشار المتحدث الى أنه لا يمتلك الشرعية التاريخية فقط بل كذلك الشرعية السياسية والقانونية وهو حاليا الرئيس الفعلي للحزب. وقال الباجي إنه سيتخلى عن مهامه كرئيس للحزب إذا ما عاد أحد المطرودين الى الحزب مؤكدا أن هذه العودة هي مستحيلة وهي من باب الاحلام الوردية التي يُمني البعض أنفسهم بها.