تونس (وات) - اتهم صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح، ما أسماه مجموعات "تكفيرية" باستهداف شخص سمير القنطار رجل المقاومة اللبنانية، وذلك على خلفية مهاجمة عناصر محسوبين على التيار السلفي، مساء الخميس بمدينة بنزرت لقاء بمناسبة اختتام "مهرجان الأقصى" الذي نظمته الرابطة بالتعاون مع جمعيات أخرى. وذهب المصري إلى حد استخدام عبارة "محاولة قتل" للقنطار في حديثه عن أحداث العنف التي جدت مساء الخميس ببنزرت، رغم أنه أشار إلى أن سمير القنطار لم يكن موجودا على عين المكان، أي في دار الشباب ببنزرت، في ذلك الوقت. وقال صلاح الدين المصري، في ندوة صحفية عقدتها الرابطة الجمعة بالعاصمة، إن العناصر التي هاجمت مكان المهرجان "جاؤوا قاصدين شخصا بعينه... جاؤوا ليقتلوا سمير القنطار"، مفسرا ذلك بموقف الأخير المعارض للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية ولدورها في الصراع الدائر في سوريا، حسب تعبيره. يذكر أن رجل المقاومة اللبنانية سمير القنطار الملقب بعميد الأسرى العرب بعدما قضى 30 سنة في السجون الإسرائيلية يزور تونس منذ يوم الاثنين بدعوة من الرابطة التونسية للتسامح للمشاركة في مهرجان الأقصى في دورته الثانية. وطالب رئيس الرابطة التونسية للتسامح، الحكومة وحزب النهضة المكون الرئيسي لها وخاصة وزارة الشؤون الدينية ورئيس حزب النهضة راشد الغنوشي بتحمل مسؤولية مواجهة "الخطر" الذي يمثله "التكفيريون" ومن يصفون أنفسهم "بحماة الشريعة". ومن جانبه قال أحمد الكحلاوي رئيس هيئة مناهضة التطبيع مع إسرائيل إن أعمال العنف التي جدت في مدينة بنزرت هي من قبيل "الفتنة" التي تعد "الصهيوينة المستفيد الأول منها" مؤكدا أن سمير القنطار "رجل يستحق أن نفتخر به وهو رمز للمقاومة بالنسبة لشبابنا". وأعلنت وزارة الداخلية في بلاغ لها الجمعة أن حوالي 200 شخص من المنتسبين للتيار السلفي عمدوا ليلة الخميس أمام دار الشباب بمدينة بنزرت إلى استعمال العنف لمنع تظاهرة نظمتها بعض الجمعيات بمناسبة "يوم القدس العالمي". وأضافت أن أعمال العنف خلفت ثلاثة جرحى من بينهم أحد أعوان الأمن. وكانت مجموعات سلفية منعت خلال هذا الأسبوع عرض مسرحية للفنان لطفي العبدلي في مدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت. وقد تأسست الرابطة التونسية للتسامح في 26 مارس 2011 بهدف نشر ثقافة التسامح بين التونسيين ونشر الحس المدني ومقاومة الاهانة والكراهية، على حد تعريف الرابطة لمهامها.