تونس (وات)- تجديد الفكر الإسلامي الأولويات والآليات" ذلك هو محور حلقة النقاش الأولى الملتئمة الأربعاء لمنتدى تونس للوسطية الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية. وقد قدم أستاذ أصول الدين سليمان الشواشي خلال هذه الحلقة مداخلة حلل فيها بعض أسباب بروز تيارات إصلاحية لتجديد الفكر الإسلامي في العالم العربي ومنها تجربة أبرز المفكرين الإسلاميين المجددين محمد عبده وجمال الدين الافغاني اللذين يرجعان "انحطاط المسلمين في زمنهما إلى جمود الفكر الإسلامي وعدم قدرته على مواكبة سيرورة العصر" على حد تعبيره. ويعتبر هذان المفكران، حسب ما أكده الاستاذ الشواشي، أن الإصلاح الديني وتجديد الفكر الإسلامي هما المنطلق لسائر الإصلاحات الأخرى نظرا لسيطرة العقيدة على النفوس وتحكمها في السلوك الاجتماعي للأمة، مركزين في منهجهما الإصلاحي على "تصفية العقيدة من شوائب البدع والإلحاد". كما يعتبران ان "تجديد الفكر الإسلامي لا يعني نقد العقيدة الإسلامية" لان الإسلام في نظرهما ليس موضع تساؤل او نقد ولان أصل الانحراف الاجتماعي والسياسي يكمن في طبيعة المجتمع الإسلامي وليس في الإسلام في حد ذاته ". وخلص المحاضر إلى أن "الدين الإسلامي إذا ما أزيلت عنه البدع والخرافات فانه قادر على أن ينهض بالشعوب الإسلامية ويرتقي بها إلى مصاف الدول الأوروبية". وكان وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي أكد لدى افتتاحه أشغال حلقة النقاش التي حضرها أساتذة وايمة ووعاظ وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية، ان الثورة أفسحت المجال للتعبير عن مختلف الآراء في إطار فكري تعددي متنوع من شأنه أن يساهم في الارتقاء بالجانب المعرفي للبلاد. يشار إلى أن حلقة النقاش المنتظمة اليوم هي الأولى من ضمن سلسلة من الحلقات تشرف وزارة الشؤون الدينية على عقدها في إطار "منتدى تونس للوسطية"، لتتواصل مستقبلا بصفة دورية كل نصف شهر.