لا يختلف إثنان في أن الحركية النقابية غير عادية في جهة صفاقس طيلة الأشهر التي تسبق انعقاد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل في كل مرة و ذلك لما تتميز به هذه الجهة من رصيد نضالي نقابي ضارب في أعماق تاريخ الحركة النقابية بتونس . و كلما أزفت ساعة إفتتاح هذا العرس النقابي إلا و ازدادت التحاليل و التقيمات التي على غرارها يقع الوفاق أو العدول عن ذلك للتفكير في قائمات مستقلة . اليوم و في هذه السنة بالتحديد ينعقد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل أيام 26-27-28 ديسمبر 1102 بعد أن عاشت بلادنا ثورتها المجيدة التي قادها أبناؤها في كل جهات البلاد و شاركت فيها بلا هوادة الهياكل النقابية الوسطى الاتحاد العام التونسي للشغل . اتصلت الشعب بالأخ نبيل الحمروني الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بصفاقسالغربية و الذي مدنا بما يخالجه من آراء و أفكار قبيل انعقاد المؤتمر : أولا يجب أن ينقل المؤتمرون و ضع الاتحاد الذي كان عليه بكل سلبياته إلا وضع إرادة و طموحات الشغالين و أبناء الشعب استكمالا للمسار الثوري الذي دشنته الجماهير بدءا من معارك 1978 و 1984 مرورا ب 2008 وصولا إلا 17 ديسمبر 2010. وأمام النتائج التي أفرزت تركيبة المجلس النأسيسي و الذي من شأنه تهديد مستقبل الإتحاد يكون على المؤتمرين ضرورة تفعيل و إنخراط العمل النقابي في الشأن السياسي و هذا من أوكد المهام الملقاة على المؤتمر خاصة في هذه الظرفية الدقيقة التي يمر بها أبناء شعبنا بعد 14 جانفي 2011 و في ظل التجاذبات و التحديات المستقبلية نرى لزاما علينا نبذ العقلية السابقة المبنية على التحالفات اللا مبدئية و على المحاصصات الجهوية و الولاءات . اعتبار الولاء التام للعمل النقابي المناضل و الانحياز إلى من وقف في سنوات الجمر صد الدكتاتورية النوفمبرية . التأكيد على الوحدة النقابية المناضلة دون إقصاء لأي طرف حتى و إن خالفنا الرأي من منطلقات معينة . التأكيد على القطع مع عقلية الإقصاء و التفرد بالرأي و التاكيد على ديمقراطية القرار النقابي المنحاز للشغالين و مصالح هذا الشعب التشبث أكثر وقت مضى باستقلالية المنظمة الشغيلة عن كل الأطراف السياسية خاصة المتربعة على كرسي الحكم . الدعوة إلى التكريس الفعلي لنضالية المنظمة بعلاقة بالملفات المطروحة و هي القضايا المسكوت عليها الآن كالمديونية و الشراكة و تدهور القدرة الشرائية . كما أفادنا الأخ المنصف بن حامد عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بما بلي : بالنسبة إلى الرهان في مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل الثاني و العشرين هو المزيذ من تكريس الاستقلالية و النضالية و الديمقراطية على مستوى المنظمة. و الاتحاد الذي يعتبر حاضنة جميع التيارات السياسية و الذي أسهم بشكل فعال في تفجير الثورة حري به أن يواصل تحقيق أهدافها و حمايتها من كل الانحرافات و المطامع الخارجية و الإملاءات لصناديق النهب الدولية التي كانت عنوان اختيارات بن علي . كما يجب على الاتحاد العام التونسي للشغل أن يبقى وفيا لثوابت المنظمة وذلك بالدفاع على حقوق الشغالين ماديا و معنويا و المساهمة في بناء البلاد على أرضية و طنية و ننتظر من القيادة الجديدة أن لا تشوبها شائبة و أن تسفه استهداف الاتحاد من بعض الأحزاب و تكون علاوة على كفاءتها نظيفة اليد و وفية لمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل التي رسمها حشاد تجسيدا لشعار المؤتمر أحبك يا شعب. إن نتائج المؤتمر و ما ستفصح عنه من أسماء لفائدة مجموعة ما ليس لها وقع كبير أو صدمات في صفوف المنخرطين بالمنظمة كما هو الحال داخل الأحزاب السياسية لأن الشغالين مهما اختلفت مآربهم فإن شغلهم الشاغل حبهم و ولاءهم الذين لايضاهيهما حب للاتحاد الذي بناه حشاد زعيم الحركة النقابية و الوطنية .