مفزع/ أكثر من 500 شخص قضوا في حوادث المرور في تونس خلال النصف الأول من 2024..    الاحتفال باليوم الدولي للعمل البرلماني    وزارة تكنولوجيات الاتصال: إعلان طلب عروض لتوفير خدمات الاتصالات الجوالة من الجيل الخامس (5G)    عقارب: العثور على جثة كهل داخل بئر.    غدا الاثنين انطلاق دورة المراقبة لبكالوريا 2024    بشكل مفاجئ : نجوى كرم تعلن زواجها    المتلوي: وفاة طفل ال11 سنة في حادث انقلاب سيارة    سوسة: الاحتفاظ بنائب شعب اعتدى على سائق تاكسي واعوان امن    عاجل/ استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة..    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاحد 30 جوان    اتحاد الفلاحة: تراجع انتاج السمك الأزرق في السنوات الأخيرة    هام/ بشرى سارة لرواد تونس العاصمة..    الاطاحة بمرتكب 5 عمليات سرقة في ليلة واحدة..    حوالي 28 ألف سائح بالمنطقة السياحية جربة جرجيس وتوقعات ببلوغ طاقة الايواء نسبة 100بالمائة بداية من الغد..    اليوم الملعب التونسي النادي البنزرتي في رادس : نهائي المجد    أخبار الملعب التونسي : تشكيلة مثالية وفرصة تاريخية    دراسة : التونسي المتقاضي تركيبته فريدة من نوعها    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الطريق إلى «الفينال» : «البقلاوة» بهجوم من نار و«قرش الشمال» بأعصاب من حديد    عاجل : سحب هذا المشروب.. والسبب مادة خطيرة    المجر تتهم الاتحاد الأوروبي بدفع القارة نحو الحرب.. وتحويل أموالها لأوكرانيا    بعد إضراب مفاجئ.. إلغاء مئات الرحلات الجوية في كندا    انطلاق التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية    مؤسسة الإذاعة التونسية تُتوج ب 3 جوائز في اختتام المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون    وزير السياحة في زيارة تفقد الى عدد من الوحدات الفندقية    نهائي كأس تونس لكرة القدم: وزارة الداخلية تتخذ بعض الاجراءات التنظيمية    الرئيس الجزائري يعزي العاهل المغربي في وفاة والدته    هيئة الانتخابات ستصدر قريبا القرار الترتيبي للانتخابات الرئاسية    وزارة التربية تفتح تحقيقا «معمّقا»    المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون: جوائز المسابقات الإذاعية    وزير السياحة: ارتفاع عائدات القطاع بنسبة 6 %    المنستير.. انقطاع التيار الكهربائي الاحد    وزيرا التجارة والسياحة يعطيان اشارة انطلاق الحملة الوطنية لمراقبة مسالك توزيع منتجات الصناعات التقليدية التونسية وترويجها    إيران: النتائج الأولية تظهر تقدم المرشحين المحافظ جليلي والإصلاحي بزشكيان في الانتخابات الرئاسية    كأس تونس (ندوة صحفية للمدربين الدو والكنزاري): اجماع على صعوبة المباراة النهائية بين الملعب التونسي والنادي البنزرتي وتأكيد على جاهزية الفريقين للمواجهة    ارتفاع في درجات الحرارة اعلى من المعدلات العادية خاصة بالجنوب والجهات الغربية، السبت    وزارة الخارجية تعلن عن تنظيم حصص عمل المناوبة بمصلحة المصادقة خلال شهري جويلية وأوت    الترجي الرياضي يتعاقد رسميا مع الحارس بشير بن سعيد    كأس تونس لكرة السلة: الاتحاد المنستيري والنادي الافريقي في الدور النهائي    نيزك يقترب من الارض تزامنا مع الاحتفال باليوم الدولي للنيازك    تعاونية الجيش الوطني تحيي حفلا فنيا بمناسبة الذكرى 68 لانبعاث الجيش الوطني    ألفة بن رمضان: انتظروني في سهرة مهرجان الحمامات..    وزارة الصناعة: المجمع الصيني "بي واي دي" الرائد في صناعة السيارات والحافلات الكهربائية يرغب في الاستثمار في تونس    الجمعية التونسية لمرضى الأبطن: 1 بالمائة من التونسيين مصابون بهذا الداء وكلفة الحمية تتثقل كاهلهم    هل يفعلها الكسندر سانتوس ويغيّر وجهته الى الوداد الرياضي المغربي    وزيرا التجارة وتنمية الصادرات والسياحة يؤديان زيارة إلى المدينة العتيقة بالحمامات    مريم بن حسين: أرفض تقديم الأدوارالتي تساهم في انهيار قيم المجتمع    مؤشرات مبكرة لمرض الزهايمر ماهي ؟    مادة خطيرة في المستشفيات تتسبب في ولادة أطفال برؤوس منكمشة    الجائزة الوطنية للشعر من نصيب الشاعر شاهين السافي    عاجل/ جنوح سفينة قمح روسية كانت متجهة الى تونس قرب سواحل تركيا    مكوّن شائع في المطبخ يخلّصك من الذباب    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    «لارتيستو» .. الكوميدي وليد الزين ل«الشروق».. إضحاك التونسي اليوم أمر صعب    خطبة الجمعة .. لإيجاد الحلول لمصالح الناس...لم يغلق الإسلام باب الاجتهاد    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الإمارات: خطبة وصلاة الجمعة 10 دقائق صيفاً    ما هو'' التوقيت صيفي '' وكيف بدأ في العالم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرحية "كاليغولا 2" لفاضل الجزيري: "تطهير للذات البشرية حتى لا يولد كاليغولا جديد"
نشر في باب نات يوم 05 - 12 - 2022

قدم المخرج فاضل الجزيري عمله المسرحي الجديد "كاليغولا 2" بقاعة الفن الرابع بالعاصمة موفى الأسبوع الماضي. وهذه المسرحية من إنتاج المسرح الوطني التونسي وشركة الأمل الجديد. وتقمص أدوارها الفنان القدير محمد كوكة الذي عاد لاعتلاء الركح بعد غياب ناهز خمس سنوات، إلى جانب مجموعة من الممثلين من خريجي "مدرسة الممثل" وهم محمد بركاتي وطلال أيوب ونهى نفاتي ورحيم بحريني وإيمان مناعي وإشراق مطر وسليم الذيب.
وتدور أحداث هذا العمل حول ست شخصيات سابعهم شيخ ظلوا محاصرين في الحمام، بسبب غزارة الأمطار الطوفانية في الخارج، فتندلع بينهم خصومة تتطور شيئا فشيئا إلى صراع ثم تنتهي بالقتل.
...
يحيل ديكور مسرحية "كاليغولا 2" للمخرج فاضل الجزيري إلى العبق الصوفي والروحي الذي سيكتسيه العرض، وهو بذلك يعكس منزع المتصوفة الذي ينجذب إليه الجزيري والذي لا يعد ّ حكرا على العرض الموسيقي الصوفي الفرجوي "الحضرة".
يبدو اهتمام فاضل الجزيري بالجانب الفني للمسرحية جليا بقوة، فالفضاء مكسوّ كله باللون الأبيض للدلالة على الجانب الروحي للعمل. وأما المكان "الحمام" فله أيضا دلالاته ورمزيته بما هو فضاء للاغتسال والطهارة. وقد جرّد الجزيري شخصيات المسرحية من ملابسهم واكتفو بارتداء "مناشف" الاستحمام، وكأنه يجرّدهم من "وحشيتهم" ومن ماضيهم المدنس بالعنف والدماء ليحولهم إلى كائنات إنسانية تبحث عن معنى حقيقي في عالم الطهارة والخلود.
وحافظ المخرج على الأسماء الحقيقية نفسها لشخصيات المسرحية، وهو اختيار مقصود لإضفاء واقعية أكبر على العمل. وجعل الجزيري شخصيات "كاليغولا 2" عينة من الشخصيات الموجودة في الحياة الواقعية كالصديق والعدو والحبيبة... وهي أيضا خليط من الصفات التي يتميز بها كل شخص مثل الصدق والكذب والحب والكراهية والسلام والعنف، وكأنه يسائل هذه الشخصيات ويغوص وراء المعنى الكامن في هذه الصفات باحثا عن ماهية الإنسان الحقيقية.
وفي الجوانب الفنية الأخرى التي ميّزت هذا العمل المسرحي، اختار الجزيري البناء الكلاسيكي للعرض المسرحي، وهو البداية ثم تتطور الأحداث رويدا رويدا حتى تبلغ ذروتها وتنتهي بمشهد تراجيدي، وهذا البناء ارتكزت عليه مسرحية "كاليغولا 2" التي بدا نسقها تصاعديا وصولا إلى الكارثة وهي القتل. وهذا الإيقاع التصاعدي للأحداث شد اهتمام الجمهور للعرض وجنّبه السقوط في الرتابة.
وبنى فاضل الجزيري "كاليغولا 2" على مجموعة جملة من المفارقات، أهمها المفارقة في المكان، فهذا الحمام بما هو فضاء للطهارة يصبح مكانا مدنسا بالصراع والقتل والدماء، وكأن الجزيري أراد أن إبراز عبثية الحياة وأن رحلة الإنسان الوجودية التي يتخلص فيها من عذاب اللامعنى واللاقيمة واللاجدوى لهذه الحياة التي يعيشها هي رحلة تراجيدية نهايتها العدم.
ولذلك هو ينبّه في "كاليغولا 2" التي اختار أن تكون لغتها اللهجة التونسية الدارجة، من مزيد تنامي ظواهر العنف والقتل ويحذر أيضا من الاستفراد بالسلطة ومن ظهور "كاليغولا" جديد شبيه بكاليغولا الإمبراطور الروماني الذي اعتبره المؤرخون أشهر طاغية على مر التاريخ.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.