أكد أمس لسعد اليعقوبي كاتب عام نقابة التعليم الثانوي ان باكالوريا 2014 شابتها العديد من الخروقات والتجاوزات مشيرا الى ان حالة الصراع الكبيرة بين وزارة التربية والنقابات خلقت جوّا ملائما لوقوع عديد التجاوزات. وقال اليعقوبي خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل ان النقابة استشعرت طبيعة التجاوزات التي حدثت خلال الدورة الرئيسية لباكالوريا هذه السنة والتي تمثلت في التطور النوعي لعمليات الغش والتطور النوعي في الاعتداء على المدرسين حسب رأيه. وأكد اليعقوبي ان النقابة طلبت من الوزير قبل ثلاثة اشهر من موعد انطلاق الامتحانات تشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين للبحث عن حلول لوجستية لتجنب ظاهرة الغش مشيرا الى أن الوزير رفض وان الوزارة اتخذت قرارا بغلق باب الحوار امام الاطراف الاجتماعية على حدّ قوله. وقال اليعقوبي «سجلنا حالات عنف في كل من سليانة وقفصة والكاف وبن عروس ومنوبة وتونس وعشرات الحالات من الاعتداء اللفظي على المدرسين». وبخصوص عمليات الغش التي وقعت خلال الدورة المذكورة قال اليعقوبي ان الرقم الذي اوردته الوزارة في هذا الشأن (372 حالة غش) مجانب للصواب مشيرا لى ان النقابة سجلت نصف العدد الذي صرحت به الوزارة في ثلاث جهات فقط (78 حالة 41 حالة 31 حالة) واضاف اليعقوبي: «كنا ننتظر ان تؤكد الوزارة ارتفاع عمليات الغش وتطورها وان تعالجها معالجة جدية مع كل الاطراف». وذكر اليعقوبي ان من التجاوزات التي لحقت باكالوريا هذه السنة تسريب المواضيع بعيد انطلاق الامتحانات من ذلك امتحان الانقليزية الذي تم تسريبه بعد 10 دقائق من انطلاقه على حد قوله وامتحان الفلسفة الذي تم رصد اجابات متشابهة بخصوصه في ثلاثة مراكز اصلاح بجهات مختلفة وفي قاعات مختلفة بنفس المركز والشأن نفسه بالنسبة لاختبار اللغة العربية. وقال اليعقوبي في هذا الاطار: «إما أن تكون وراء ذلك شبكة متطورة لديها امكانيات عالية للتواصل مع الممتحنين في جهات مختلفة أو ان هناك تسريب لهذه المواضيع». وأشار اليعقوبي الى ان ادارة الامتحانات تضغط بقوة على مديري المراكز من اجل عدم مد النقابة بمعطيات واضحة عن عمليات الغش في حين ان النقابة كانت تريد الحصول على معلومات عن عمليات الغش النوعية على حد قوله. واعتبر اليعقوبي ان قطع الاتصالات بمراكز الاختبارات هو الحل الوحيد لتجنب حدوث عمليات غش متسائلا: لماذا يقع قطع الاتصالات ا ذا تعلق الامر برئيس الجمهورية او رئيس الحكومة ولا يقع قطعها أثناء الاختبارات؟ مشيرا الى ان الامتحانات الوطنية ترتقي الى مستوى الامن القومي حسب رأيه. من جهة أخرى أكد اليعقوبي على ان الحكومة الحالية تفتقد لبرنامج واضح يخص اصلاح المنظومة التربوية وقال في هذا الاطار: «الحكومة الحالية تخطط لمزيد الدفع بالمدرسة العمومية نحو الانهيار» وأضاف: فتحت الوزارة مناقصة للتفريط في المؤسسات التربوية العمومية تحت مسمى «جمعية لكل مؤسسة تربوية» واشار الى ان الجمعيات هي أذرع لأحزاب سياسية معينة تريد تبييض اموالها داخل المؤسسات التربوية وان ذلك سينعكس سلبا على استقلالية المنظومة التربوية على حد قوله. من جهته استنكر احمد الملولي الكاتب العام لنقابة متفقدي التعليم الثانوي «سياسة التسويف والمماطلة» التي تنتهجها وزارة الاشراف في التعاطي مع مطالبهم وقال الملولي: قررنا المقاطعة الحضورية بالمركز الوطني لتكوين المكونين في التربية بقرطاج لمناقشة مقاييس دورة المراقبة وصياغتها بالنسبة لمختلف المواد كما قررنا مقاطعة كل الأنشطة المتصلة بمناظرة انتداب المدرسين في بقية مراحلها. راضية القيزاني