جدّد رئيس الحكومة علي العريّض مساء أول أمس بقصر الحكومة بالقصبة، خلال حوار تلفزيّ مع قناة «الوطنيّة الأولى»، التأكيد على أنه كرئيس حكومة يتعهد باحترام خارطة الطريق في تكاملها وترابطها داعيا الجميع من أحزاب سياسيّة ونواب المجلس التأسيسي وفي طليعتهم النواب المنسحبون أن يبرهنوا على نيّتهم في إنجاز المطلوب منهم. ولدى تطرقه إلى العوامل المؤثرة في تعثر الحوار الوطني أوضح رئيس الحكومة أن عاملين يؤثران بصفة مباشرة على الحوار يتمثل الأوّل في عنصر الإرهاب والثاني في تسميم المناخات مؤكدا أنّه في الوقت الذي يعرقل الإرهاب مسار الحوار هناك من يساهم في تعطيله خاصّة في ما يتعلق بعرقلة عمل المجلس الوطني التأسيسي لأكثر من 3 أشهر مشيرا إلى أنه بدل من أن يتوجه الجميع الى الحرب القائمة على الإرهاب باعتبار ما تتطلبه من عمل على مدارالساعة فإن العكس هو الذي يحصل وان هناك مجموعة من الأحزاب ومن الأطراف قبلت بإجراء الحوار ووفّرت لها الحكومة كل المستلزمات (المقر لوجستيك تغذية...) وتعمل ما في وسعها قصد إنجاح أعمالها وتوفير كل الضمانات لذلك فيما يعمل البعض على تعطيل الحوار ويستعدي الذهاب إليه وان الشعب شاهد على ذلك. ولفت علي العريّض النظر إلى أنّ الحكومة تمثل كامل الشعب وان طلب استقالتها لا مانع فيه لكن دون ترك البلاد في حالة فراغ خاصة في ظل حرب ما انفكت تتصاعد على الإرهاب ملاحظا بالقول: «إذا كان هناك من يريد إدخال البلاد في الفوضى وهي في حالة حرب على الإرهاب فإنني كرئيس الحكومة مسؤول أمام الله والشعب على عدم ترك البلاد في غموض لكنّني مستعدّ لتطبيق ما ورد في خارطة الطريق شرط توفير مجموعة التلازمات الواردة فيها وعندما تكون البلاد على حالة من الوضوح في الرؤية من ذلك الانتهاء من الدستوروإتمام القانون الانتخابي وتشكيل هيئة الانتخابات والاتفاق على مواعيدها مضيفا: «تتعهّد الحكومة بالاستقالة في آجالها وفق خارطة الطريق شرط تلازم كل المسارات ولكنها لا تتعهّد بذلك من جانب واحد وليس هناك إشكال إن تمّ تطبيق ماجاء في الخارطة من قبل الأطراف بما يمكن من إتمام تلك التلازمات ما قبل اوبعد الثلاثة أسابيع، الموعد المضبوط لاستقالة الحكومة» متسائلا: «لماذا يجب أن نفرض فقط على الحكومة تطبيق خارطة الطريق دون الآخرين ؟». وجدّد رئيس الحكومة التأكيد على أنه كرئيس حكومة يتعهد باحترام خارطة الطريق في تكاملها وترابطها ولكنه لا يتعهّد بزج البلاد في حالة غموض وفي وضعيّة الفوضى وأنه لا يمكن في غمرة الحرب على الإرهاب تركها في حالة فراغ مؤكدا أنّه على الجميع من أحزاب سياسيّة ونواب المجلس التأسيسي وفي طليعتهم النواب المنسحبون أن يبرهنوا على نيّتهم في إنجاز المطلوب منهم استنادا إلى ما نصّت عليه خارطة الطريق كما دعاهم إلى مواجهة خطر الإرهاب باعتباره العدوّ المشترك وأن يعملوا على مدار الساعة لمواجهته بالتوازي مع رفع التحديّات الاقتصادية والاجتماعية. ودعا رئيس الحكومة النواب المنسحبين إلى تسريع القيام بما هو مطلوب منهم في هذه المرحلة الدقيقة قائلا: «إذا كان هؤلاء ليس في نيّتهم تعطيل دستور البلاد والانتخابات فليطبّقوا ما وجب عليهم في مراحل خارطة الطريق مؤكدا أن الأطراف التي تعرقل الحوار وتعطل مساره تلتقي مع الإرهابيّين الذين اكدت المعلومات والتحقيقات انهم يعملون على افشال الحوار الوطني».وشدّد رئيس الحكومة على ضرورة شدّ أزر ومعاضدة قوات الأمن وجيشنا الوطنيين وعلى ألاّ نشتت جهودهم في الميدان ولا نستغلّ حزنهم الكبير وتوظيفه. مضيفا، «ان هذه الحرب التي نخوضها مقتضاها أنه على كل نائب ومسؤول وكل مؤسّسة والجميع دون استثناء أن يعمل ما في وسعه لحماية أمننا».