عرفت مدينة صفاقس، ظهر أمس السبت تنظيم مسيرة "الحرية" بالتوازي مع المسيرة الضخمة التي انتظمت بالعاصمة، انطلقت من أمام مقر بلدية صفاقس الكبرى، وشارك فيها عدد من المواطنين والتلاميذ والطلبة، وممثلو الجمعيات الحقوقية والمنظمات والأحزاب الوطنية، الذين حضروا للتنديد، بالاعتداءات اللفظية والمادية، التي مورست في الفترة الأخيرة، على الصحفيين والحقوقيين والمثقفين وأعوان الأمن ونشطاء المجتمع المدني. ورفع المحتجون، الذين مثلوا فئات اجتماعية وعمرية مختلفة، العديد من اللافتات والصور، والمعلقات، والشعارات، التي تنادي بحرية الفكر، والمعتقد، واستقلالية الإعلام، وتشجب الاعتداءات المتكررة، التي من شانها أن تقوض المسار الديمقراطي بالبلاد، وتمس من الحريات الفردية والجماعية، وأساسا حرية التعبير والتفكير والدين. وكان ناشطون من المجتمع المدني والأحزاب، في الفترة الأخيرة، قد دعوا إلى هذه المسيرة وعملية الاحتجاج الجماعية والسلمية، في العاصمة وصفاقس، من خلال مواقع" الفايسبوك" بعد تدهور وضع الحرّيات في البلاد، وتعدد الاعتداءات بالعنف اللفظي والمادي، على المواطنين والمسؤولين الإداريين، بما في ذلك الشخصيات الوطنية والسياسيين، ورجال القانون، والنشطاء ضمن الجمعيات، ورجال الصحافة والإعلام ، والحقوقيين والجامعيين، إذ تكررت أحداث العنف في عدة جهات ومؤسسات وطنية، وأماكن عامة، وتصاعد خطاب أصولي متطرف يمارس العنف، بمختلف أشكاله، وأساليبه وطرقه، بالإضافة إلى ما صدر عن بعض نواب "الأغلبية" داخل المجلس الوطني التأسيسي، من تحريض واضح ودعوة إلى العنف، وأمام الليونة التي تعاملت بها الحكومة "المؤقتة" في اتخاذ الإجراءات الضرورية لإيقاف هذه الظاهرة، وهو ما ينبئ بالتراجع في المسار الانتقالي الديمقراطي، وفي عديد المكاسب، التي حققتها الشعب التونسي بثورته المباركة عن الظلم والاستبداد، لذلك فقد خرجت هذه المسيرة السلمية للمطالبة بالحريات، وضرورة الحفاظ عليها ونبذ العنف، مهما كانت دواعيه ومبرراته. يذكر أن مسيرة "الحرية " بصفاقس، قد شاركت فيها، مختلف مكونات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية الوطنية ومن بينها، الديمقراطي التقدمي والتجديد وآفاق تونس، والقطب الحداثي، وحزب العمل التونسي، وحركة الوطنيين الديمقراطيين، وحزب العمل الوطني الديمقراطي، وحركة" البعث" وجمعية "انعتاق" والنساء الديمقراطيات، إلى جانب المثقفين والإعلاميين والمحامين والجامعيين ورجال التربية وغيرهم من المستقلين.