لليوم الثاني تواصلت أمس أشغال مؤتمر وزارء خارجية منظمة التعاون الاسلامي (التسمية الجديدة لمنظمة المؤتمر الاسلامي) حيث سيطرت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان المستحدثة على سير الأحداث. وقد علمت "الصباح" من مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة الكازاخستانية أستانا، أن الوزراء اتفقوا بشكل مبدئي على أن يكون مقر الهيئة بمقر المنظمة في جدة بالمملكة العربية السعودية، لتفادي خلاف سعودي إيراني حول طلب مزودج لاستضافة مقرها. وقالت المصادر إن القرار يقضي بوجود الهيئة في مقر المنظمة (مؤقتا) على أن تصرف مخصصاتها المالية من ميزانية المنظمة لحين التوافق بشكل نهائي على مقرها الدائم. وأضافت المصادر أن القرار الذي من المرتقب أن يعلن رسميا اليوم، جاء لإنهاء الخلاف الذي اندلع بين البلدين في الدورة السابعة والثلاثين لوزراء الخارجية في دوشنبيه بطاجيكستان العام الماضي، وحال دون إقرار الهيئة بصورتها النهائية. وأوضحت المصادر بأن اجتماع أستانة أقر النظام الأساسي للهيئة، فيما يرتقب انتخاب أعضاء الهيئة، والبالغ عددهم 18 عضوا، في تطور نوعي سيفضي إلى ولادة هيئة مستقلة لحقوق الإنسان على مستوى العالم الإسلامي. من جهته نفى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو أن تكون الهيئة بديلا لمنظمات حقوق إنسان دولية، موضحا بأنها هيئة رسمية في إطار ميثاق المنظمة الذي يؤكد التزام الدول الأعضاء بميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيرهما من صكوك القانون الدولي التي التزمت بها دول التعاون الإسلامي، وأصبحت أطرافا فيها... وحول إمكانية أن يطال نشاط الهيئة مناطق أخرى خارج إطار العالم الإسلامي، قال إحسان أوغلو إن للهيئة، بموجب نظامها الأساسي،ولاية واسعة للعمل على قضايا حقوق الإنسان يكلفها بها مجلس وزراء الخارجية، وأضاف بأن عملها سيعتمد على كل ما يكلفها به مجلس وزراء الخارجية. وفيما إذا كانت الهيئة سوف تعتمد على مبادىء الإسلام كبديل عن المبادئ العامة لحقوق الإنسان المعلنة في الأممالمتحدة، أشار الأمين العام للتعاون الإسلامي إلى أن الهيئة تجسد الإرادة السياسية، على أعلى مستوى، للدول الأعضاء في المنظمة من أجل تعميم منظور حقوق الإنسان في جميع أنشطة المنظمة وبرامجها، منوها بأن جميع دول المنظمة أعضاء مسؤولون في المجتمع الدولي، وجميعها ملتزمة بميثاق الأممالمتحدة وبالإعلان الدولي لحقوق الإنسان، ويتجسد هذا الالتزام كما ينبغي في ميثاق المنظمة، وأوضح بأن ما يقال عن مفهوم التعارض مع الإسلام، أو أي دين آخر، هو أمر لا مكان له من الصحة خاصة وأن الإسلام دين يعزز مفهوم حقوق العباد، وهو مفهوم يتجاوز بكثير حقوق الإنسان إلى كرامة الإنسان، ليخلص إلى القول بأنه ليس من العدل وصف دين أو آخر بأنه ضد القيم المشتركة بين البشرية. وتختتم اليوم أشغال مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي وقد أعلن العراق أمس على لسان وزير خارجيته هوشيار زيباري استعداد بلاده لاحتضان مؤتمر وزراء الخارجية المقبل في بغداد تماما كما أعلن استعداد بلاده احتضان القمة العربية المقبلة في مارس القادم...