لندن - موسكو (وكالات) أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس عن حزمة عقوبات ضد روسيا تشمل طرد ديبلوماسيين روسا وتجميد الاتصالات مع موسكو ومقاطعة العائلة الملكية والوزراء البريطانيين لمونديال كرة القدم (روسيا 2018)، في أول ردّ عملي على عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق المزدوج سكريبال مع ابنته في سالزبري في جنوب غرب انقلترا في الرابع من مارس الجاري. وفور الاعلان عن حزمة العقوبات، نددت السفارة الروسية في لندن برد فعل وصفته بأنه «عدائي وغير مقبول وغير مبرر». وقالت السفارة في بيان «نعتبر هذا العمل العدائي غير مقبول وغير مبرر على الاطلاق. كل المسؤولية عن تدهور العلاقات الروسية البريطانية تقع على عاتق القيادة السياسية الحالية في بريطانيا». ونقلت وكالة الإعلام الروسية للأنباء عن السفير الروسي في بريطانيا الكسندر ياكوفينكو تحذيره لبريطانيا أمس من إجراءات مماثلة إذا طردت بريطانيا ديبلوماسيين روسيين. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في كلمة أمام البرلمان البريطاني بعد تصريحات السفير، إن بريطانيا ستطرد 23 ديبلوماسيا روسيا ووصفت ذلك بأنه أكبر عملية طرد للديبلوماسيين منذ أكثر من 30 عاما. وأكدت ماي أن موسكو مسؤولة عن تسميم سكريبال في تصعيد اضافي للتوتر بين البلدين فيما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا حول هذه القضية. وأعلنت أمام البرلمان خلال عرضها نتائج اجتماع مجلس الأمن القومي البريطاني الذي ترأسته صباحا، طرد 23 ديبلوماسيا روسيا وصفتهم بأنهم «ضباط استخبارات غير مُعلنين»، وتجميد الاتصالات الثنائية مع موسكو، مشيرة إلى إلغاء دعوة وجهت إلى وزير الخارجية الروسي لزيارة لندن. وقالت ماي إن أمام الديبلوماسيين الروس مهلة أسبوع للمغادرة من تاريخ الاعلان عن الاجراءات العقابية. وأوضحت بعد أن اتهمت روسيا بالمسؤولية عن تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في انقلترا أن بريطانيا ليست على خلاف مع الشعب الروسي ولكن اختيار الرئيس فلاديمير بوتين التصرف على هذا النحو أمر مؤسف. وأضافت «لا يوجد خلاف بيننا وبين شعب روسيا. إنه أمر مؤسف أن اختار الرئيس بوتين التصرف على هذا النحو». وأضافت ماي «لن نتسامح مع تهديد الحكومة الروسية لحياة البريطانيين وغيرهم على أرض بريطانيا ولا مع هذا الانتهاك الصارخ لالتزامات روسيا الدولية». دعم غربي للندن وكان عثر على العميل المزدوج السابق سكريبال مع ابنته فاقدي الوعي اثر تعرضهما لغاز الاعصاب في سالزبري. ولاتزال الشرطة تطوق مكان الحادث وسط قلق من انتشار الغاز المذكور التي قالت لندن إنه مصنوع في الحقبة السوفياتية وجرى تطويره. ونالت بريطانيا دعما من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذه القضية التي ينفي الكرملين أي ضلوع لموسكو فيها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «موسكو لا تقبل الاتهامات التي لا أساس لها والتي لم يتم التحقق منها كما يرفض لغة الانذارات»، مضيفا أن موسكو تأمل أن «يتم تحكيم العقل». وكانت روسيا قد لوحت أول أمس بالرد على أي اجراءات بريطانية تستهدفها على اثر تصريحات بريطانية أشارت إلى أن لندن تعد لاتخاذ اجراءات قاسية بحق موسكو. وقالت الخارجية الروسية إن أي تحرك من هذا النوع لن يمر دون ردّ. وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اعتبر سابقا في هلسنكي أن روسيا تقف «على الأرجح» وراء تسميم العميل المزدوج الروسي السابق. وكتب على حسابه على تويتر «أعبر عن تضامني الكامل مع رئيسة الوزراء (البريطانية) تيريزا ماي بعد الهجوم الوحشي الذي نفذ بإيحاء على الأرجح من موسكو». كما ندد حلف الأطلسي أمس بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق على الأراضي البريطانية، معتبرا ذلك «انتهاكا فاضحا للأعراف والاتفاقات الدولية» حول الأسلحة الكيميائية وطالب روسيا بالرد على أسئلة بريطانيا في هذا الصدد. ترقب وتحذير وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حذرت أول أمس من أنه لن يُسمح لأي وسيلة اعلام بريطانية بالعمل في روسيا في حال اغلاق محطة ر»وسيا اليوم» في بريطانيا. وقالت الهيئة المنظمة لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة البريطانية الاثنين الماضي إنها ستنتظر نتائج اجتماع الأربعاء (أمس) قبل النظر في الترخيص الممنوح لشبكة «روسيا اليوم»، معتبرة أنها أداة دعاية موالية للكرملين. وانتهت منتصف الليلة قبل الماضيةء المهلة التي حددتها لندنلروسيا لكي تقدم تفسيرات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول غاز الأعصاب العسكري الذي استخدم في عملية التسميم. وكان السفير الروسي في لندن الكسندر ياكوفنكو قال أول أمس إن «روسيا لن ترد على الانذار» قبل أن «تتسلم عينات من المادة الكيميائية» التي استخدمت. وبعدما أكد، على غرار وزير الخارجية سيرغي لافروف «براءة» روسيا، قال إنه اقترح على الحكومة البريطانية اجراء «تحقيق مشترك»، محذرا من أن موسكو سترد اذا اتخذت اجراءات ضدها. وقال سفير روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الكسندر شولغين أول أمس إنه «يرفض بالكامل الاتهامات التي لا أساس لها التي تطلقها وهجماتها الوحشية واكاذيبها»، معتبرا أنها «حرب إعلامية قذرة ضد روسيا». ويأتي التوتر في العلاقات بين لندنوموسكو قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا التي ستجرى الأحد والتي تعتبر نتائجها محسومة لصالح الرئيس فلاديمير بوتين.