خصّص هذا العدد ملفّه الدوري «للقدس في الإنتاجات الدرامية الإذاعية والتلفزيونية العربية»، إسهاما من الأسبو في احتفالية المدينة المقدسة عاصمة للإعلام العربي 2017. ويرصد الملف وقائع الندوة التي انتظمت بمناسبة الدورة 18 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون. وقد مهّد المهندس عبد الرحيم سليمان مدير عام الاتحاد للملف بإضاءات تحت عنوان :» القدس.. دائما في وجداننا العربي»، استعرض فيها ملامح خطّة التحرّك الإعلامي التي وضعها الاتحاد احتفاء بالحدث، مستخدما في تنفيذها النظم الاتصالية المتطوّرة ومختلف الأشكال التعبيرية، حتى تحقق الرسائل الإعلامية التي رُسمت لها، بما يجعل القضية الفلسطينية ومحورها المركزي القدس، حاضرتين على الدوام في الضمير العربي، والإنساني بصفة أهّم.. وأشار إلى التعاون الإعلامي الذي تمّ توسيعه بين الاتحاد وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وما فتحه من آفاق واعدة، مذكّرا بجهود المؤلّفين وكتّاب السيناريو والفنّانين والمخرجين في تعاطيهم الإبداعي مع القدس. وأكّد المدير العام ضرورة الانفتاح على العنصر البشري في الإنتاجات الدرامية التي تُنجز عن القدس، عبر مزيد الاقتراب من أهلها المرابطين وتصويرهم من دواخلهم، ونقل معاناتهم في حياتهم اليومية وتضحياتهم الجسيمة في سبيل البقاء وإثبات الوجود على أرضهم السليبة، والتمسّك بهويّتهم الدينية وعروبتهم وثقافتهم الوطنية. وعلى هذا النحو، تكون المادة الدرامية أكثر نفاذا وأبلغ تأثيرا في المتقبّلين، فضلا عن كسبها تعاطفا أكبر من الآخر وانحيازه إلى عدالة القضية الفلسطينية والقدس. وتجدر الإشارة إلى الإسهامات القيّمة التي أثرت مضامين الملف، وهي للأساتذة محمد عبد المحسن العوّاش رئيس الاتحاد وأحمد عسّاف المشرف على الإعلام الرسمي الفلسطيني والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبسّام برهوم مدير عام قناة عودة الفلسطينية وإبراهيم شبّوح الخبير المختصّ في شؤون القدس. أما المواضيع المقترحة في هذا العدد : فهي لغة الخطاب في وسائل الإعلام العربية : هل يجب أن ينحصر اللسان الإعلامي في الفصيح، أم يعوّضه العامّي لأنه «يفهمه الشعب» ويتواصل به كما يدّعي البعض. وإلى أيّ مدى يؤدي استخدام هذه اللغة في التخاطب التكنولوجي كوسيلة من وسائل الغزو الثقافي في البلدان العربية ! «حرب المصطلحات الإعلامية وتأثيرها على الذهنية العراقية لتغييب الهويّة الوطنية» وركّز المقال على التساؤلات التالية : هل المصطلحات الإعلامية التي جرى تداولها في الإذاعة والتلفزيون هي من صنع إيديولوجيات عراقية بحتة ؟ أم تحمل أفكارًا ملغومة من نتاج مطابخ إعلامية إسرائيلية وغربية تستهدف المنطقة العربية والعراق تحديدًا ؟ وتقدّم «متابعات للمشهد الإعلامي الفضائي العربي» مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات، أهمّها الركود الذي ميّز الفترة الصيفية المنقضية على صعيد الخارطات البرامجية، إلى جانب ما تمّ رصده من جديد الفضائيات العربية وتزايدها، رغم صعوبة الظروف.