طفت مؤخّرا الأزمات الجديدة على الحياة الطلابيّة وداخل الاتّحاد العام لطلبة تونس تحديدا وذلك في ضوء التجاذبات السياسيّة الخارجيّة التي عادة ما تلقي بظلالها على الواقع الطلابي. اجتماع دون اجماع ولم يحسم الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي للاتّحاد العام لطلبة تونس الخلاف بين الشقين المتنازعين إذ أكّدت مصادر مطّلعة تمسك الأمين العام الحالي للاتّحاد عزالدين زعتور بمواقفه الثابتة من مسألة التوحيد. وكان زعتور قد أكّد أنّه آن الأوان كي ترفع الأطراف السياسيّة أيديها عن الاتّحاد وأن تترك الكلمة للمنخرطين والقواعد كي تحدد اختياراتها عبر الانتخابات لا عبر المزايدات. الإعداد للمؤتمر وعن الاستعداد للمؤتمر المزمع عقده خلال الصائفة المقبلة أوضح أنّ الإقبال الطلابي مكثّف ويسير طبيعيّا في انتظار تجديد الهياكل القاعديّة بعد توزيع الانخراطات. وكانت لجنة طلابيّة يتزعمها الطالب جمال التليلي قد وزّعت بيانا اتّهمت فيه الأمين العام عزالدين زعتور بالانفراد بالرأي وسعيه للسيطرة على عمليّة طبع وتوزيع الانخراطات. ودعا التليلي إلى اعتماد ''مشروع ميثاق طلابي جديد يؤطّر الصراعات الديمقراطيّة داخل المنظّمة''. وتسعى اللجنة المشكّلة مؤخّرا إلى العمل على ضبط موعد نهائي لعقد المؤتمر الخامس والعشرين للاتّحاد العام لطلبة تونس وإلى البدء بتوزيع الانخراطات على الطلبة لإتمام إجراءات المؤتمرات القاعديّة وذلك بطريقة ديمقراطيّة وشفافة. العودة إلى القوانين الداخليّة واعتبر هذا الشقّ من داخل الاتّحاد العام لطلبة تونس أنّ المنظّمة لها قوانين داخليّة تتكفل بإنجاز المؤتمر المقبل في كنف الديمقراطيّة مما سيمنع الانفلاتات والنزاعات الاحتوائيّة. وكان السيد جمال التليلي قد دعا الشخصيّات والأحزاب السياسيّة والمنظّمات الوطنيّة إلى الوقوف مع الاتّحاد في مسعاه التوحيدي وذلك بعد الخطوات التوحيديّة التي سرعان ما انقطع حبلها بعد انتخابات المجالس العلميّة التي تقدّمت فيها منظّمة طلبة التجمع على الاتّحاد. قضايا الطلبة ؟ إلى متى ستتواصل الأزمات داخل الاتّحاد العام لطلبة تونس وإلى متى سيستمرّ التجاذب السياسي الذي لا يخدم مصالح هذه المنظّمة العريقة ؟ إذ لا يعقل أن تعيق هذه الصراعات الهامشيّة خدمة قضايا الطلبة الحقيقيّة ؟ ناجح مبارك