تتواصل التداعيات داخل الاتحاد العام لطلبة تونس ولا يمرّ أسبوع وحيد دون حصول تطوّرات جديدة تدفع أحيانا الى الأمام وتجذب أحيانا أخرى الى الخلف. وفي خضمّ ذلك لم يعد خافيا على أحد حال الضعف والوهن التي أصبحت عليها أعرق الحركات النقابية الطلابية والتي كانت الى وقت قريب فضاء لتخريج الكفاءات والمناضلين الذين كان ولا يزال لهم اسهام في تنشيط الحياة العامة في البلاد سواء في الأحزاب أو المنظمات أو حتى في الادارات ومختلف المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الأمين العام الحالي لاتحاد الطلبة السيد عزالدين زعتور حاق به وضع لم يسبق لبقيّة نظرائه أن عاشوه على مرّ مسيرة المنظمة. فواقع الانقسام ما يزال ىُفتّت جهود النضال الطلابي النقابي المستقل ويُبعدها عن خدمة فعليّة لواقع الجامعة التونسية التي تتكدّدس فيها العشرات من الملفات ذات الطبيعة المادية والاجتماعية والبيداغوجية اضافة الى الرهانات المطلوبة اليوم لإيجاد مرتكزات تؤطّر الشباب الطلابي وتنأى به عن واقع الانحراف السياسي وتجاذبات التيارات والسلوكات المتطرّقة والعنيفة. زعتور قال ل «الشروق» أن المسؤولية ملقاة على عاتق كل التيارات السياسية في الجامعة من أجل فهم طبيعة المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها الاتحاد والعمل سويّا لاعادة المنظمة الى اشعاعها الحقيقي كمكز وقطب نضالي ونقابي وسياسي على المستوى الوطني. وأضاف زعتور في تصريح ل «الشروق» أن ذكرى 5 فيفري 1972 يجب أن يتم احياؤها بروح من المسؤولية التاريخية فالذكرى التي بقيت راسخة في تاريخ الجامعة والبلاد عموما تعكس روح الاستقلالية التي يجب أن يتحلّى بها الاتحاد لضمان مساهمته المطلوبة والمرجوّة. وأكّد زعتور أن عدّة أطراف ما تزال تتلاعب بالمصلحة العليا للمنظمة ولا تنظر اليها الا بحساب المصالح الذاتية والقراءات الضيّقة ذات الأفق المحدود واستغرب المتحدّث من عودة حديث البعض عن «المؤتمر التصحيحي» في الوقت الذي تقدّمت فيه جهود المؤتمر التوحيدي خطوات هامة وبإجماع طلابي كبير. وطالب زعتور مكوّنات المشهد الجامعي الى «حسم» التجاذبات الموجودة والانتصار لروح الوفاق والتفاهم لاخراج المنظمة من الواقع الذي تردّت فيه خاصة وأن الاستعداد ما يزال موجودا لدى غالبيّة الأطراف السياسية لعقد مؤتمر توحيدي على قاعدة ديمقراطية ووفق ضوابط وقوانين المنظمة. وشدّد المتحدّث على أن «محاولات البعض» المحكومة برؤى وحسابات سياسيّة وحزبيّة ضيّقة لن تنجح وسيكون مآلها الفشل في ظلّ وجود مجموعة صادقة من مناضلي الاتحاد ستعمل على توحيد الصف الطلابي. وأكّد زعتور ل «الشروق» أن الأيام القليلة القادمة ستشهد حسما لمسألة الانخراطات والتقدّم في انهاء الانتخابات القاعدية وذلك استعدادا لعقد المؤتمر التوحيدي بداية هذه الصائقة. ودعا المتحدّث سلطة الاشراف الى مزيد اتاحة الفرص والإمكانيات أمام المنظّمة للقيام بدورها التأطيري والتوعوي تجاه جموع الطلبة ناهيك وأن الوضع المادي للمنظمة لا يسمح لها حاليا بالتحرّك على نطاق واسع في ظل المنحة السنوية المقرّرة والمقدّرة ب 14 ألف دينار.