يتعرض الدكتور منصف المرزوقي منذ عودته إلى تونس قبل أسبوع إلى مراقبة بوليسية كثيفة ودائمة بدأت خفية نسبيا وهادئة وتحولت منذ صباح الخميس إلى عنيفة ومتوترة، حيث تضاعف عدد الأعوان المرابطين أمام بيته (بمدينة سوسة) والمرافقين له في تحركاته، وصاروا أكثر إلتصاقا به وأكثر إستفزازا. وقد كلف بعضهم بالسير بجانبه وسبه طول الوقت بأقذع أنواع السب (يا صهيوني، يا عميل، يا خائن، يا عميل لقطر ...)، كما كلف آخرون بمنع أي شخص من الاقتراب منه أثناء تجوله في شوارع سوسة ومنع أي سيارة أجرة يوقفها من حمله مما أثار إستغراب وإستهجان المارة. ورغم المحاصرة التامة لبيته، لم يتوقف الدكتور المرزوقي عن إستقبال عدد من الضيوف تحدوا الحصار ولم يبالوا بتهديدات أعوان البوليس السياسي وتحرشاتهم. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى الزيارة المهمة التي أداها إليه البارحة القيادي التاريخي لحركة النهضة السيد حمادي الجبالي و التي كانت مناسبة لتبادل الآراء حول حالة الإنسداد السياسي بالبلاد وحول متطلبات المرحلة وإمكانيات العمل المشترك بين مختلف القوى الوطنية. كما لا تفوتنا الإشارة إلى شجاعة عدد من المناضلين الذين أصروا على إقتحام الحواجز وتعرضوا للتعنيف وتمكنوا في آخر المطاف من الدخول إلى دار الدكتور مثل المناضل إبراهيم بن حميدة. ونحن إذ نندد بهذه الممارسات المخزية اللائقة بعصابات المجرمين، فإننا نعتبرها تنزيلا لقرار من أعلى المستويات بوضع الدكتور منصف المرزوقي تحت إقامة جبرية فعلية وبمحاصرته سياسيا وإجتماعيا والتنكيل به لدفعه لمغادرة البلاد وللتخلي عن مشروع المقاومة الوطنية الذي يسعى لتنزيله في أرض الواقع ولإقناع التونسيين به. ولن تزيد هذه الهستيريا البوليسية الدكتور منصف المرزوقي والمناضلين من حوله إلا إصرارا على النضال وإقتناعا بخيار المقاومة المدنية السلمية كسبيل وحيد لفرض الحرية والديموقراطية في بلادنا. شكري الحمروني و عماد الدائمي المؤتمر من أجل الجمهورية 28 أكتوبر 2006 *