في الوقت الذي يصرّ فيه المفرطون في التّفاؤل على توقّع انفراج في الوضع السّياسيّ التّونسيّ المتأزّم يصرّ النّظام البوليسيّ على إقامة الدّليل يوما بعد يوم على أنّه نظام لا يصلح ولا ينصلح ولا يمكن أنْ يُصْلِحَ. ولئن استهدفت حملات النّظام الأخيرة الإعلاميّة منها والبوليسيّة عموم الشّخصيّات والتّنظيمات المستقلّة عن السّلطة، فإنّ مناضليّ حزبنا ورئيسه خصّوا بنصيب هائل من ممارسات النّظام التي لا تحتكم أدنى احتكام إلى الأعراف السّياسيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة: الأستاذ محمّد عبّو محامي الحرّيّات والعضو المؤسّس للمؤتمر يقبع في سجن ظالم منذ ما يقرب من سنتين وفي ظروف سيّئة للغاية. أمّا عائلته التي تتعرّض للملاحقات منذ اعتقاله فقد ضيّق عليها البوليس الخناق منذ ثاني أيّام عيد الفطر تاريخ اعتصام زوجته مع عائلات المساجين السّياسيّين ليوم واحد قصد التّحسيس بحرمانها من فرحة العيد. وقد وصل الأمر إلى حدّ ترويع عائلة الأستاذ محمّد عبّو باستجلاب فرق خاصّة من البوليس ترتدي السّواد وتلوّح بالسّلاح، ممّا اضطرّ السيّدة عبّو وأطفالها إلى ترك بيتهم واللّجوء إلى بيت الأستاذ عبد الرّؤوف العيّادي. رئيس المؤتمر الدّكتور المنصف المرزوقي دُعٍيَ عشيّة عودته من فرنسا إلى المثول أمام حاكم التّحقيق في قضيّة أخرى ملفّقة وذلك بسبب تصريحات أدلى بها إلى قناة الجزيرة وقد تعرّض منذ اليوم الأوّل من حلوله بأرض الوطن إلى حملة شرسة على يد البوليس السّياسيّ والإعلاميّ وعناصر من ميليشيات الحزب الحاكم ومن المنحرفين والمنحرفات الذين اعتاد النّظام تسليطهم على معارضيه. ففي يوم 26 أكتوبر 2006 وأثناء سيره في الطّريق العامّ بسوسة اعترضت سبيل الدّكتور المرزوقي شرذمة من "بلطجيّة الحزب الحاكم" يحرسها عناصر من الأمن بالزّيّ الرّسميّ فحاولت منعه من السّير ولوّحت بتعنيفه ورفعت أمامه شعارات تخوّنه وتخوّن المرحوم والده. وفي يوم 29 من نفس الشّهر، وأثناء قيامه بجولة في الحيّ الذي يسكنه بسوسة، اعترضت الدّكتور المرزوقي إحدى السّاقطات وجعلت تولول مدّعية أنّه يريد الاعتداء على "شرفها". ولمّا تجاوزها في احتقار صاحت خلفه " والله ما توصلوا لشيء" (لن تصلوا إلى شيئ). وبتقدّم الدّكتور بضعة خطوات عن موقع الحادثة المذكورة وجد نفسه أمام عصابة أخرى من المنحرفين أمطروه بوابل من التّهديدات والكلام البذيء المعهود في قاموس النّظام وتوابعه. أمّا بيت الدّكتور المنصف المرزوقي، المحاصر حتّى في غيابه وعند إقامته بالخارج، فقد شدّد عليه الحصار في الأيّام الأخيرة بعدد غفير من أعوان البوليس بالزّيّ المدنيّ يروّعون سكّان الحيّ الذي يقيم به، ويتحرّشون بزائريه محاولين منعهم من الدّخول قصد عزله. إنّ مناضليّ وقيادة المؤتمر من أجل الجمهوريّة: يحيّون صمود رئيسهم في وجه العصابات التي تسلّط عليه ويعتبرون هذا الصّمود وفاء منه لمبدإ مقاومة الظّلم الذي قام عليه المؤتمر منذ تأسيسه، ويحيّون صمود أخيهم محمّد عبّو وعائلته الكريمة معبّرين لها عن عميق حبّهم وعطفهم كما يحيّون المواطنين والشّخصيّات الوطنيّة ومناضليّ الأحزاب والجمعيّات الذين لم يثنهم الحصار والتّخويف عن الإصرار على الاتّصال بالأخ المنصف وتقديم الدّعم المعنويّ له. يعلنون أنّ ما صرّح به رئيسهم لقناة الجزيرة من دعوة الشّعب إلى مقاومة الدّكتاتوريّة مقاومة سلميّة يمثّل خطّا أساسيّا لحزبهم يتبنّونه جميعا ولذلك فهم يؤيّدون قرار الدّكتور المرزوقي برفض المثول أمام قضاء غير مستقلّ يقبل بأن يكون أداة في يد السّلطة لمقاضاة سياسيّ نظيف من أجل ممارسته حقّه في التّعبير وفي اختيار ما يراه مناسبا من وسائل العمل السّياسيّ، بينما يغضّ الطّرف عن جرائم دوائر بن علي التي انتشر خبرها في العالم. وينتهز مناضلوّ المؤتمر هذه الفرصة ليعبّروا عن أسفهم الشّديد لقرار السّلطة الأرعن قطع علاقات تونس مع دولة قطر في استهتار صارخ بمصالح تونس وعلاقاتها مع أشقائها كما يأسفون لمحاولة السّلطة الفاشلة التّشنيع على قناة الجزيرة بسبب قيامها برسالتها الإعلاميّة النّبيلة. يعلنون أنّ أساليب السّلطة في التّعامل مع الدّكتور المرزوقي تعدّ جرائم يعاقب عليها القانون وترفضها جميع المواثيق والأعراف الدّوليّة. يعتبرون أنّ ما يتعرّض إليه الدّكتور المنصف المرزوقي من حصار وتعنيف يمثّل خطرا على سلامته وعلى حياته، وأنّه حكمُُ عليه بالإقامة الجبريّة خارج الصّيغ القانونيّة. ولذلك فهم يؤيّدون قراره الاعتصام في بيته منذ اليوم إلى أن يقع الكفّ عن ملاحقته وحصاره فيستطيع التّنقّل وممارسة نشاطه بكلّ حرّيّة. تونس في 3 نوفمبر 2006 نائب الرّئيس عبد الرّؤوف العيّادي الكاتبة العامّة نزيهة رجيبة لمن يريد الاتّصال بالدّكتور المنصف المرزوقي: العنوان 77 نهج النّسور القنطاوي، الجمهوريّة التّونسيّة، الهاتف 0021624190400