أشار المهدى إلى أن القوى السياسية التونسية اتفقت على وثيقة ملزمة منذ عام 2008 فحواها لا خلاف حول هوية الوطن العربية الإسلامية، واتفاق على قاسم مشترك فكريا وسياسيا على أساس الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطى الصادق المهدىقال الصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق: إن الثورة التونسية هى الأنجح حتي الآن لأن القوى السياسية التونسية كانت أكثر استعدادا من غيرها، ولأنه لم يكن للقوات المسلحة التونسية أى دور فى قيادة الفترة الانتقالية بعد نجاح الثورة، وبعد الانتخابات العامة فى تونس اتسم الفائزون ببعد النظر.. فأقاموا تحالفا جامعا إسلاميا ليبراليا يساريا. وأشار المهدى إلى أن القوى السياسية التونسية اتفقت على وثيقة ملزمة منذ عام 2008 فحواها لا خلاف حول هوية الوطن العربية الإسلامية، واتفاق على قاسم مشترك فكريا وسياسيا على أساس الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطى، والتفرقة بين الديمقراطية والليبرالية باعتبار أن الليبرالية لا تعنى بالعدالة الاجتماعية. وقال المهدى: إن الثورات العربية هى ثورات شعبية عامة اشترك فيها كل الشعب على اختلاف ثقافتهم ودياناتهم، وإن الشعار الإسلامى وحده لا يجدى إذا أهملت استحقاقات الشعوب فى الحرية والعدالة والكرامة وكفالة المعيشة. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولى الذي عقد اليوم بالقاهرة ويستمر لمدة يومين بعنوان " الأزمة السودانية والربيع العربى" الذى ينظمه التحالف العربى من أجل دارفور. وأوضح المهدى أن المد السلفى فى مصر يشكل خطرا كبيرا، لأنهم دائما " فيتو"-على حد وصفه- على كل من يفكر بمنطق غير منطقهم ، كما أن فكرهم ليس معتدلا، ولا يفتح الباب للآخرين، مشيرا إلي أن فهمهم للواجب قاصر على الشكليات والظاهر فقط، وهذا خطأ كبير وعليهم أولا فهم الواجب بصورة صحيحة. وأكد المهدى أنه إذا كانت المسيرة المليونية فى تونس ومصر وبلدان الثورات العربية كافية فى التعبير عن فقدان النظام ثقة الشعب، فإن دلائل الرفض فى السودان أوسع من مسيرة مليونية، والسبب فى ذلك أن هناك جبهات قتال فى أكثر من منطقة، وجبهة ثورية تتأهب لإسقاط النظام بقوة، كما أن هناك جبهة معارضة مدنية، وحركات معارضة داخل الحزب الحاكم السودانى، وتملل داخل القوات المسلحة بالإضافة إلى الملاحقة الدولية والجنائية، لذا فإن شعلة التغيير قد أوقدت بالفعل، وينبغى تجنب الحرب بين دولتى السودان بكل الوسائل. وقال: كان واضحا عبر الصحافة والكتب والأشعار والفضائيات أن لشعوب المنطقة تطلعات مشتركة ولكن نظم الحكم الاستبدادية أحكمت قبضتها على الشعوب ومراقبة كل معارض ولكن بعض الأنشطة المعارضة لا سيما الإسلامية تخندقت فى أنشطة دينية واجتماعية، ومن أهم عوامل المحافظة على الواقع العربى الاستبدادى أن قوى الهيمنة الدولية حريصة على استقرارها على ما هى عليه من اجل البترول وأمن إسرائيل. بوابة الأهرام المصرية - 4-2-2012