ناشدت عائلة السجين التونسي السلطات التونسية الإفراج عن ابنها المعتقل في سجن '9 أبريل' بتونس العاصمة، رغم كونه يعاني من إعاقة دائمة ويعيش وضعًا صحيًا خطيرًا. وكانت وفود من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والحزب الديمقراطي التقدمي قد زارت في اليومين الأخيرين عائلة الحجام ونبهت إلى خطورة الوضع الصحي الذي يعيشه والذي بات يهدد حياته. وحسب الجزيرة نت، وصف أحد القياديين بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين حالة الحجام بأنها من أخطر الحالات بالسجون التونسية. وقالت زوجته 'منيرة الهمامي' : إن زوجها يحتاج إلى مرافق دائم لمدة 24 ساعة، وإنه يعيش وضعًا صعبًا في السجن باعتباره غير قادر على القيام بشؤونه الخاصة بمفرده، مشيرة إلى أنه سقط أكثر من مرة في دورة المياه وبقي مغشيًا عليه مدة ساعات طوال دون أن يجد من يسعفه. وأكدت 'الهمامي' أن زوجها محروم من الأدوية التي أوصى بها الأطباء الإيطاليون، مما يزيد استفحال مرضه، مشيرة إلى أنه يستخدم أسنانه في خلع ملابسه بسبب إعاقته البدنية. وكان 'الحجام' قد سافر قبل بلوغه العشرين عامًا إلى إيطاليا بحثًا عن فرص حياة أفضل، وبعد استقراره هناك تطوع في صفوف الجيش البوسني إثر الحرب التي شنها الصرب على المسلمين البوسنيين في مطلع التسعينيات، لكنه أصيب سنة 1995 بشظية في رأسه خلفت له أضرارا صحية بليغة. وإثر الإصابة عاد إلى إيطاليا وأثبتت الفحوص الطبية التي أجراها هناك أنه يعاني من 'سقوط بدني بنسبة 100% تتمثل أعراضه في شلل نصفي واختلال عقلي، وحالات صرع تنتابه من حين إلى آخر'. وقد طالب محامو الدفاع بالإفراج الفوري عن موكلهم خلال عرضه على المحكمة في السابع من يوليو الماضي. ورغم وضعه الصحي قامت السلطات الإيطالية بإعادته إلى تونس في شهر مارس الماضي، بعد أن حكمت عليه السلطات التونسية غيابيًا عام 1999 بالسجن عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى 'منظمة 'إرهابية' خارج الوطن'. وقد أبدى حقوقيون استغرابهم للحكم الذي أصدرته السلطات التونسية على الحجام، مؤكدين أنه لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون التونسي، 'لأن الجيش البوسني ليس منظمة إرهابية'. *