بالتزامن مع الاحتفالات السنوية ليهود تونس في معبد "الغريبة" اليهودي الذي يعتبر من أقدم المعابد اليهودية في منطقة شمال إفريقيا، شجب الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في خطوة مفاجئة زيارة إسرائيليين للجزيرة الواقعة بالجنوب التونسي . و أدان الحزب في بيان نشر الخميس "تنظيم الزيارات السنوية لمسئولين وإعلاميين إسرائيليين إلى تونس بدعوى المشاركة في زيارة الغريبة بجزيرة جربة. إيلاف التقت ميّة الجريبي الأمينة العامة للديمقراطي التقدمي لمزيد توضيح موقف الحزب من هذه الاحتفالات التي جرت العادة أن تقام كل سنة في مثل هذا التوقيت و يشارك فيها أكثر من ستة آلاف يهودي يقيمون في تونس وفي بعض الدول الأوروبية، إلى جانب نحو 700 يهودي يقيمون في إسرائيل،وفق ما ذكره في وقت سابق بيريز الطرابلسي،رئيس الطائفة اليهودية بجربة. وقالت مية الجريبي : من المؤسف بالنسبة لبلادنا أنه عوض أن تقدم حكومتنا جميع أشكال الدعم التي يحتاجها أشقاؤنا الفلسطينيون ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني بجميع مظاهره، نجدها تنظم الزيارات لمسئولين اسرائيلين و إعلاميين بدعوى مشاركتهم في الاحتفالات التي تجرى في معبد الغريبة اليهودي. و تضيف الجريبي لإيلاف: حزبنا معروف بنصرته للقضايا القومية و على رأسها القضية الفلسطينية و لا يمكن لأحد أن يزايد عليه في هذا الشأن ، ومن منبر إيلاف نجدد الدعوة لجميع أصحاب الضمائر الحية في العالم للتصدي للعقلية الصهيونية العنصرية والتوسعية، المنافية لجميع القيم الإنسانية السمحة، كما نناشد كافة قوى التقدم والسلم التمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحمل المحتلين على الانسحاب من الأراضي التي اغتصبوها بالقوة، تمهيدا لقيام دولة فلسطينية حرة مُكتملة السيادة عاصمتها القدس، والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وهو الحق الذي أقرته الأممالمتحدة نفسها من خلال القرار 194". و على الرغم من أن الاحتفالات تقام كل عام و بصفة دورية إلا أن الحزب المحسوب على يسار الوسط اختار احتفالات هذه السنة ليشجبها بشدة ، وتقول الجريبي في هذا الإطار: ‘هذه ليست المرة الأولى التي نشجب فيها الزيارات ، في عديد المرات أصدرنا البيانات و التصريحات مشددين على أن استقبال وفود قادمة من الأرض المحتلة هو شكل من أشكال التطبيع الذي نرفضه قطعا، ملتزمون بمقاومة التطبيع مهما كان مصدره ، و الكيان الإسرائيلي لذي قام على الاغتصاب والقتل والمصادرة لا يمكن أن يكون إنسانيا ومسالما وديمقراطيا مثلما يدعي زعماؤه، بل هو مستمر في تطبيق سياسة الأرض المحروقة لابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية والاعتداء على الفلسطينيين في بيوتهم وشوارعهم ومحلاتهم وحتى في المستشفيات وسيارات الإسعاف، و أبسط ما يمكن أن نقوم به نحن كتونسيين تجاه إخوتنا الفلسطينيين هو عدم استقبال تلك الوفود الإسرائيلية التي تتخفى وراء هذه المناسبة السنوية لتحل بتونس' . يذكر أن أزمة حادة عصفت بالحزب الديمقراطي التقدمي على خلفية زيارة احد قيادييه إلى مؤتمر الدوحة للتنمية والديمقراطية أيام 13/14/15 أبريل الماضي. و اتهمت بعض الصحف المحلية الحزب المعارض بمحاولة التطبيع على خلفية المشاركة في المؤتمر الذي حضرته وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبني ليفني ،إلا أن الحزب نفى وقتها في تصريحات لإيلاف أن تكون مشاركة محمد القوماني عضو المكتب السياسي مُمثلة للحزب وسياساته ، و إنما هي "مشاركة فردية تتطلب التبرّؤ و الإدانة". وكانت تونس قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل منذ قرابة السبع سنوات على خلفية القرار العربي الداعي إلى القطيعة الدبلوماسية التامة مع إسرائيل. وعلى الرغم من المطالب الكثيرة التي تقدمت بها تل أبيب لإقامة علاقات دبلوماسية مع تونس و عدد من الدول المغاربية إلا أن إلا أن تونس ترفض ذلك باستمرار.