شهدت ولاية قابس و جزيرة جربة خلال الأسبوع الجاري زيارات متتالية لعدد من المسؤولين الأمنيّين الذين أشرفوا على اجتماعات ضمّت أعوان وإطارات الشرطة في المناطق المذكورة. وجاءت هذه الإجراءات قصد توزيع المهام ووضع خطط أمنية لتأمين زيارة يهود أجانب بينهم إسرائيليون إلى تونس في الفترة ما بين 30 أفريل و 3 ماي في إطار ما يسمى بحج "الغريبة". وفي هذا السياق شرعت السلطات الأمنية صباح الأربعاء 21 أفريل الجاري في نشر عدد كبير من عناصر الشرطة أمام المعبد اليهودي بقابس الذي سيستقبل هو أيضا نهاية الشهر الجاري عددا من اليهود المشاركين في الزيارة السنوية. كما علمت كلمة أنّ وزارة الداخلية التونسية استدعت المئات من ضباط الأمن بالزي المدني من مناطق أخرى لتعزيز الإجراءات الأمنية في مدن الجنوب الشرقي إلى جانب أكثر من 4000 عون شرطة ستتركز مهامهم على تأمين سلامة اليهود وحمايتهم خلال تنقلهم بين جربة ومعتمدية الحامة التابعة لولاية قابس مع تخصيص فرق أمنية خاصة لحماية شخصيات هامة قادمة من إسرائيل لم يقع الكشف عنها. و يتدفق سنويا خلال هذه الفترة من كل سنة آلاف اليهود إلى تونس لممارسة تقاليد يهودية في كنيس "الغريبة" في جربة الذي يعتبرونه أقدم معبد يهودي في إفريقيا. و كان كنيس "الغريبة" تعرض في 11 أفريل 2002 لهجوم إرهابي تبنّاه تنظيم القاعدة أسفر عن سقوط 21 قتيلا بينهم 14 سائحا ألمانيا و فرنسيان وخمسة تونسيين. وفي سياق متصل كان حزب سياسي معارض قد دعا قبل أيام السلطات التونسية إلى منع أي حامل للجنسية "الإسرائيلية" من زيارة معبد الغريبة للمشاركة في الاحتفالات الدينية هذه السنة. وقال الحزب الديمقراطي التقدمي إنّ موقفه يأتي ردّا على اعتزام إسرائيل ترحيل عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، ورفضا لاستغلال هذا الاحتفال الديني غطاء لتكريس التطبيع وفرضه على الشعب التونسي، وفق ما ورد في بيان الحزب .