ربّ صدفة خير من ألف ميعاد،لقد سعدت أيما سعادة عندما علمت على وجه الصدفة أثناء استماعي لبرنامج"تنويعات" الاذاعي على موجات اذاعة المنستير عشية يوم الجمعة29 فيفري2008 بأن يوم الأحد2 مارس2008 سوف يتميز ببصمة خاصة هذه السنة لعموم التونسيين والتونسيات وهي المتمثلة في ادراجه كيوم سنوي للأحتفال ب"عيد الجدّة" ولعل الأسلم أن يكون عيد الأجداد بصيغة الجمع تأكيدا على تضحيات الجنسين ،وان كانت متفاوتة في تنشئة الأجيال على مرّ العصور والأزمان؟؟؟ لكن سروري كان أعظم على اعتبار أن هذا العيد الذي يحتفل به لأول مرّة يقترن الاحتفال به ولعل الصدفة كانت والله أعلم مقصودة مع الاحتفال بيوم 2 مارس 1934 الذي تحل هذا الأحد الأول من شهر مارس ذكراه الرابعة والسبعون؟؟؟ وبرغم عدم وجود ارتباط مبدئي بين العيدين المتميزين لكنني اعتبرت بأن كلا اليومين وكلتا المناسبتين هما عيد للأجداد ولتضحيات الأجداد،الأجداد المباشرون باعتبار القرابة الدموية وصلة النسب،أو أجداد الوطن الذين ندين لهم باسترجاع السيادة واستعادة الكرامة عبر ذلك الكم الهامل من المعاناة ومن التضحيات التي لا تدخل تحت حصر؟؟؟ وبقدر أهمية الأهداف التي يراد الوصول اليها من خلال الاحتفال بالعيد الأول وهو"عيد الجدة" أو الأجداد تأصيلا لقيم مجتمعاتنا العربية الاسلامية التي تحث على المحبة والايثار وايتاء ذي القربى ،وترسيخ صلة الرحم وصولا الى بناء مجتمعات أصيلة متأصلة متشبثة بعراقة قيمها حريصة على ترابط الأجيال من خلال تكريم واكرام الأجداد ورعايتهم معنويا وماديا تمييزا لنا عن عديد المجتمعات الغربية التي أصبحت تعيش في قطيعة شبه كاملة مع أجدادها الذين هم في أمس الحاجة الى لمسة وفاء في آخر محطات حياتهم وهم محاطون بأعز الناس وأقربهم الى القلب،فان العيد الثاني وهو2 مارس1934الذي بلغ سن الشيخوخة ببلوغه سن الرابعة والسبعين أصبح يستحق ومن خلاله مدينة قصرهلال حاضنة هذا المؤتمر عناية ورعاية متميزين؟؟؟ فيقدر الزخم العاطفي الذي من الأكيد سوف يستفيد منه "عيد الجدة" أو"عيد الأجداد"ليوم2مارس1934من كل سنة لارتباطه بقيم أسرية أصيلة مستمدة من بيئتنا وديننا الحنيف والتي يرفض خلالها التصنع والتظاهر بما ليس فينا،فان العيد الثاني وهو عيد 2مارس1934 أصبح شبيهابمناسبات العلاقات العامة التي يتوفر فيها الحضور الوطني والجهوي والمحلي،وترفع فيه الاعلام على مدى ساعتين أو ثلاث يتركز فيها النشاط بين دار المؤتمر ودار التجمع تتلى فيها الخطب العصماء ،ونستخلص العبر المتراكمة عبر حياة هذا الجد ذي الرابعة والسبعين من العمر وهو من المفترض أن يكون سن التكريم الحقيقي من خلال استقبال الجد ضمن أسرته ورعايته الرعاية الواجبة؟؟؟ لكن الاحتفال بتضحيات الجد ذي الرابعة والسبعين من العمر لم يستحق بالتكريم والرعاية من خلال حاضنة هذا الجد الذي يفترض أن يتجسد التكريم والتبجيل من خلالها،فماذا جنت قصرهلال حاضنة 2 مارس1934 ،وموجهة أحداث5 سبتمبر1934و23 جانفي1952والتي حولت مكاسبها الى مدينة مجاورة ارتفعت أسهمها بامتياز في بورصة ميزان القوى السياسي؟؟؟ فبرغم تأكيد كل الخطب الرسمية ومن سنة الى أخرى على محورية هذا المنعرج التاريخي وعلى جسامة التضحيات المقدمة من قبل أهالي قصرهلال تحريرا للبلاد وبناء للسيادة ،فان مدينة قصرهلال تعيش اليوم وبامتياز حالة حصار مفروضة عليها وطنيا وجهويا ومحليا عبر معتمديتها،فالذي نريده هو تكريم الجد ذي الرابعة والسبعين تكريما على أرض الواقع بمنحه مكانا تحت الشمس ،وفرصته من الحياة الكريمة وليس مجرد مناسبة سنوية للعلاقات العامة حتى لاتتهم أسرته بالجحود والتنكر لعطاء الأجداد؟؟؟ فهل أن هذه الصدفة كانت في موعد مع التاريخ من خلال ربط 2 مارس2008 ب2مارس1934؟؟؟