لقد كان من"السنن الحميدة"المعتمدة في مرحلة ما قبل النكبة،أو ما قبل تطبيق وتفعيل الحصار الاداري على مدينة 2 مارس1934،مدينة الحاج علي صوّة،أن تقترن الاحتفالات بالأعياد الوطنية بعدد من الانجازات أو الاضافات أو التوسعات أو حتى الاصلاحات الهامة التي تستوجب حضور بعض المسؤولين الوطنيين أو الجهويين،أو بعض من يصطلح على تسميتهم ب"أبناء قصرهلال البارّين" لتدشينها فتكون فرصة متجددة لاطلاق الخطب وترديد الشعارات وتثمين هذه الانجازات اقترابا من مجتمع الامتياز الذي يرفع شعاره صباح مساء في المناسبات والاستحقاقات الرسمية؟؟؟ ويعتبر الاحتفال بعيد الشباب يوم 21 مارس2008 وفي غياب أي نوع من الانجازات أو الاصلاحات والترقيعات وحتى وعود بالانجاز ولو حتى في المدى البعيد فرصة متجددة للوقوف على نكبة قطاع الشباب بمدينة 2 مارس1934،مدينة الحاج علي صوّة،المدينة التي ضحى شبابها قبل وبعد الاستقلال بالنفس والنفيس تحريرا للبلاد،ثم بناء لمجتمع الاستقلال بعد استرجاع السيادة؟؟؟ ان الرمز المميز لنكبة ومحنة قطاع الشباب بقصرهلال هي"دار الشباب" التي شاخت وتصدعت،وتحولت الى معصرة زيتون عتيقة تستبيحها الجرذان والتي تعكس المستوى الرفيع من التكريم الذي حظي به قطاع الشباب في المدينة بتظافر والحق يقال جهود المؤسسات البلدية المتعاقبة التي لم تجعل من هذا القطاع ضمن أولوياتها،ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وادارتها الجهوية بمدينة المنستير الحريصة على تظاهرات العلاقات العامة التي ينظمها التجمع الدستوري بقصرهلال دون التفكير في متابعة حاجيات القطاع بقصرهلال الذي يبدو بأنه لا يدخل ضمن صلاحياتها؟؟؟ ولا نعلم في قصرهلال بوجود قطاع ومنظمات شباب خاصة منها تلك المنضوية تحت مظلة جامعة التجمع الا من خلال اللافتات المرفوعة بمناسبة بعض المحطات مثل الاحتفال بذكرى 2 مارس1934 حيث يشار الى وجود شباب دستوري ديمقراطي،وطلبة دستوريين ديمقراطيين،لكن السؤال هنا هو ماهي فائدة وجود هذه الهياكل،وماهو ياترى وجه تكريم التجمع الدستوري لهذه الهياكل الشبابية الهلالية؟؟؟ ان الهياكل التجمعية والمجالس البلدية المتعاقبة ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية تتحمل مسؤولية مباشرة في تكريس نكبة ومحنة الشباب الهلالي الذي لايتوفر له قياسا على شباب مدينة المنستير المرافق التكوينية والترفيهية المختلفة،فما هو وجه الشبه بين مرافق التكوين والترفيه المتاحة لشباب المنستير(ولعل آخرها مضيف الشباب القائم الى جانب المركب الثقافي) وتلك المتاحة لشباب قصرهلال ؟؟؟ نحن نطالب وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وخاصة مديرها الجهوي بالمنستير بتقليص مناسبات العلاقات العامة غير ذات الجدوى الا لأصحابها،وبتنظيم يوم دراسي أو"منبر حوار"وهو المصطلح الرائج حاليا بمدينة قصرهلال يقع فيه الوقوف على حاجيات قطاع الشباب الهلالي،وان لزم الأمر تنظيم استشارة أو استبيان يكشف مدى رضى هذا الشباب عن هذه الوضعية البائسة المقيتة والقاتلة التي يعيشها رغما عن أنفه وبتأطير المسؤولين المحليين الاداريين والبلديين والتجمعيين والشبابيين،والتي جعلته يعزز صفوف رواد المقاهي وقاعات اللعب التي تفوقت عددا على مراكز التكوين المختلفة والتي تتكفل بتنشئة شباب أصيل متأصل في هويته متفتح على الآخر،ومتشبع بمقومات مجتمع المعرفة والمعلومات،وليس شبابا يكتفي برفع اللافتات وترديد الشعارات وحضور الاجتماعات التي تكرّس غياب الانجازات واحتقار الطموحات لدافعي الضرائب المحلية والوطنية . تحديث الوسط التونسية - 21 مارس 2008