كشفت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن عنصراً في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» قتلته قوات الأمن الجزائرية مساء أول من أمس في ولاية وهران، كان يعد لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة خلال زيارة لغرب البلاد مقررة بعد أسابيع. وكانت وهران شهدت مساء السبت عملية أمنية واسعة لتوقيف اثنين يشتبه بانهما «انتحاريان». وأشارت المصادر إلى أن مقتل احدهما، محجوب محمد (25 عاماً)، في حي سيدي الهواري الشعبي، «جاء بعد أربعة أيام كاملة من الرصد والمتابعة لتحركاته»، لافتة إلى أنه «كان في مهمة تنفيذ عملية كبيرة في الولاية». وأفادت النتائج الأولية للتحقيقات الأمنية أن محمد «كان ينشط ضمن سرية تابعة لمنطقة الشرق» في تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، تحديداً على مستوى ولاية باتنة (400 كلم غرب العاصمة). ولفتت إلى أن هذه السرية «هي نفسها التي كان ينشط فيها الانتحاري بلزرق الهواري الذي فجر نفسه في وسط حشد من المواطنين كانوا ينتظرون الرئيس بوتفليقة في باتنة» في أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما طارده أحد رجال الشرطة لتوقيفه. وتبين أن محجوب محمد يقيم في الحي نفسه الذي كان يقيم فيه الانتحاري الهواري، وينتمي إلى «العرش» (القبيلة الأمازيغية) نفسها. وأفادت المعلومات أن قيادة «القاعدة» أوفدت محمد لتنفيذ عملية انتحارية في ولاية وهران أو إحدى الولايات القريبة منها خلال زيارة بوتفليقة. لكن الأجهزة الأمنية تتحفظ عن كشف تفاصيل المحاولة وظروف تنفيذها، وإن أشارت إلى أن «التحريات في شأن أفراد شبكة الدعم والإسناد التي كان يفترض أن تسهل مهمته بدأت، ويُتوقع توقيف غالبية أفرادها خلال أيام». وعمدت السلطات إلى تعزيز التدابير الأمنية على تنقلات رئيس الجمهورية في الولايات، كما قلصت «كثيراً من الأنشطة غير الضرورية»، بسبب مخاوف أمنية. لكن إصرار بوتفليقة على مواصلة نشاطاته بشكل عادي وضع أجهزة الأمن في حرج شديد دفعها إلى غلق مداخل الطريق المؤدية إلى قصر الرئاسة، وتشديد إجراءات تفتيش مستقبلي الرئيس في الزيارات الميدانية. الجزائر - محمد مقدم