هل أجاب وزير الداخلية علي العريّض أوّل أمس التونسيين خلال الحوار الذي بثته القناة الوطنية في أوّل ظهور اعلامي له بعد جريمة اغتيال شكري بلعيد. وهل طمأن المواطن الذي اهتزّ منذ نحو أسبوع على وقع اغتيال لم يعتده في تونس... ثم ما هي القرارات والمعطيات الجديدة التي تمّ تقديمها سواء على سير الابحاث في هذه الجريمة أو حول ما يتم تداوله من وجود جهاز أمن مواز؟ كل هذه الأسئلة وجهتها «الشروق» الى عدد من المواطنين كما طلبت منهم أن يسندوا عددا الى خطاب علي العريض فكانت الاجابات تقريبا متشابهة تقرّ بأن الكلام وحده ليطمئن فالواقع في واد وحديث الساسة بعيد عن التصديق.
دولة داخل الدولة : حبيب الجندوبي (موظف سابق بجامعة الدول العربية وحاليا بالشركة التونسية للملاحة)
المعطيات التي ذكرها أول أمس وزير الداخلية فيها نقص في المصداقية لذلك فهي غير قادرة على طمأنة الشارع التونسي، فالبوليس الموازي أصبح اليوم موجودا بيننا كأنه يمثل دولة داخل دولة.. هم محميون من جهات معلومة ولا يمكن لهذه الجهة أن تكون الخصم والحكم في آن واحد.
وفي خصوص المعطيات العمومية التي قدمها الوزير حول تقدم الأبحاث في خصوص اغتيال شكري بلعيد لم تكن دقيقة بل إن التحقيقات بطيئة ولو كان الضحية من حركة النهضة لتمّ القبض على الجاني في 24 ساعة. وما يرسّخ هذا الاعتقاد هو أن تظاهرات النهضة في الشارع تمرّ بسلام لكن باقي الأطراف عندما يتظاهرون تكثر الاعتداءات والعصابات و«لاكريموجان» وتتحول الى أحداث عنف؟!
ثم كيف طالب حبيب اللوز بمظاهرة مليونية في مثل هذه الظروف وهل أن أمننا قادر على تأمين مثل هذه التظاهرات؟ أليست هذه دعوة يراد منها الفوضى في الشارع التونسي.
لا يوجد في الأفق ما يمكنه أن يطمئن التونسي إلا إذا تجسّم برنامج رئيس الحكومة بصفة جدية بعيدا عن التجاذبات السياسية. هذه هي الحالة الوحيدة التي قد توصلنا الى انتخابات والى صياغة دستور للبلاد في أسرع وقت ممكن، وفي خصوص وزير الداخلية نقول «الكلام سهل لكن التطبيق صعب» ذلك أن الكلام وحده لا يطمئن إذا كانت الوقائع لا تعكس ذلك».
سطحي : خالد النجار (تاجر)
يمكن وصف كلمة وزير الداخلية أول أمس بالسطحية ولا يعكس ما يجري على أرض الواقع إذ نفى وجود ميليشيات تعتبر نفسها شرطة موازية في حين نرى آثارها حتى في جنازة شكري بلعيد كل ما حدث في التظاهرات التي لم تقم بها النهضة هذا غير مطمئن بالنسبة الى التونسيين والأجانب الذين أحجموا عن الاستثمار في تونس فحماية المواطن لم تتم بالصفة المطلوبة حتى أصبحنا نشعر أننا مهدّدون في سلامتنا وسلامة ممتلكاتنا والسؤال المطروح لماذا لا نرى أحداث شغب في تظاهرات النهضة ونراها في غيرها ولماذا لا يتم الإسراع في القبض على الجاني في مقتل شكري بلعيد. وفي أحداث العنف العديدة التي شهدتها البلاد في السنتين الماضيتين رغم أن أجهزتنا الأمنية تقبض في السابق على من يخطط للعمليات الاجرامية حتى قبل القيام بها؟!
الكيل بمكيالين : عاطف طرخاني (موظف)
واجب وزارة الداخلية أن يلمس المواطن الأمن من خلال تواجد عناصرها وحمايتهم للمواطنين والساسة وليس من خلال التصريحات فقط فالواقع لا يعكس ما تروّجه الطبقة الحاكمة. والسؤال لماذا لم توفر حماية للفقيد بلعيد رغم أنه من المستهدفين والكل يعلم ذلك. صحيح أن وزير الداخلية شخصية محترمة لكن عليه أن لا يأخذ أوامره من حزبه كما أن مسؤولية حماية كل الساسة والمواطنين على حدّ السواء لا بدّ من أخذها بجدية وتجنب الكيل بمكيالين تجاه المواطنين بكل فئاتهم فحماية أرواحهم من مشمولات الدولة وأحهزتها الرسمية دون غيرها من الميليشيات أو التنظيمات غير الرسمية.. ووجود هذه التنظيمات على أرض الواقع لا يمكن أن تطمسه كلمة وزير الداخلية وهي مسألة لا تطمئن التونسي.
تناقض : لطفي السايحي (موظف)
كلمة وزير الداخلية لم تطمئن الشارع التونسي لكن من المنطقي عدم الكشف عن حقائق في جريمة اغتيال أخذت بعدا عالميا لكن هناك تناقض غير مفهوم فمن جهة تعلم وزارة الداخلية بوجود تهديدات لأمن شكري بلعيد قبل 3 أيام من ارتكاب الجريمة. ومن جهة أخرى لا تتم حمايته... صحيح أنه لا يمكن حماية كل الشخصيات السياسية لكن المستهدفة أكثر من غيرها وجب حمايتها.
أما في خصوص الأمن الموازي فإن ما قاله وزير الداخلية معقول ففي الأحياء يتكوّن شباب يدافع عن الممتلكات الخاصة والعامة وهي حركة ايجابية لمعاضدة جهود الأمن المشتتة بين مختلف الجهات. وهذا ما عشته شخصيا في المروج في عدة جهات وهي حركة عفوية لا يوجد وراءها أي تنظيم سياسي.
غير مطمئن : محمد الأخضر (موظف بنك)
لم تطمئني كلمة وزير الداخلية أمس كما أعتقد أنها لم تطمئن أي تونسي لأنه لم يتحدث عن وقائع وعمّا يحدث في تونس فالواقع متناقض مع حديثه خاصة عندما يتحدث عن عدم وجود «بوليس موازي» فهل من الصدفة أن يخرج المخربون عقب كل تحرّك ميداني للمعارضة وحتى في جنازة المرحوم شكري بلعيد ثم يتبخّرون كليا في تظاهرات النهضة؟ كل من درس تاريخ الحركات الاسلامية لا يمكنه أن يطمئن لخطاب النهضة لأنه بعيد عن الواقع.
لا ينفي المسؤولية : سليم بن رحومة (موظف)
النهضة أكبر متضرر من اغتيال بلعيد لكن ذلك لا ينفي مسؤولية الحكومة عن هذا الاغتيال بعدم توفير الحماية اللازمة له وللمعارضين عموما. وعموما ضبابية المواقف لا تطمئن الشارع التونسي خاصة أن هناك أحداثا كثيرة وقعت يتم «تعويمها» ويردّد في صددها لتنتظر التحقيقات على غرار مقتل بلعيد والفتاة المغتصبة وقتل زوجة السلفي لكن هناك أحداث أخرى تمثل خطوطا حمراء سرعان ما تجري حولها التحقيقات وسرعان ما تتحرك النيابة العمومية للبحث فيها. هناك بطء تحت غلاف ننتظر القضاء... ومن جهة أخرى هناك انفلات وأكبر متضرر منه المواطن الذي تم ابعاده عن أهداف الثورة وتحقيقها الى تجاذبات سياسية واغتيالات ومشاكل أمنية تهدده من الداخل والخارج... وفي العموم يمكن القول ان التجاذبات السياسية ضيّعت مطالب الشعب.
دون المعدّل :
طلبنا من عدد من التونسيين الذين تابعوا حوار وزير الداخلية أول أمس ان يسندوا إليه عددا من عشرة حول مدى اقناعه وتمكنه من طمأنتهم فكانت هذه الاعداد المقترحة: فضيلة بن مشيلة 0/10 بوبكري فازعي 9/10 عتاب العجيلي 0/10 نزار يفرني 6/10 أحمد ثابت 7/10 منتصر العزيزي 4/10 وبالتالي يمكن القول ان معدل هذه العينة يكون في حدود 4.5 من 10 حول مدى اقناع هذه الكلمة للشارع التونسي.