رغم غلاء المعيشة وتوتر الأجواء السياسية العامة يصرّ بعض التونسيين على اغتنام عطلة الشتاء للتوجه نحو مناطق من الجنوب والشمال وكسر الروتين وهي خطوة تشي بتحدي الهواجس وضيق الحال وتنعش السياحة الداخلية. ذكر مندوب السياحة بتوزر وقفصة أن هناك مؤشرات طيبة حول الحجوزات المتعلقة بعطلة الشتاء ورأس السنة في جهة توزر وقفصة والجنوب الغربي. ويعتبر عدد من المطلعين على قطاع السياحة أن العطلة هي فرصة لبعض الجهات لاستقبال عدد من الزائرين والسياح.
وكان السيد لطفي خياط رئيس جمعية التنمية السياحية قدماء السياحة قد تحدث ل «الشروق» عن أهمية ما تزخر به جهات الجنوب من ثروات طبيعية وقدرتها على التحوّل الى قطب سياحي فاعل اعتبر ان فترة رأس السنة والعطل هي جدّ هامة لتطوير السياحة عموما والسياحة الداخلية بصفة خاصة. وتفاءلت بعض المصادر بتحقيق نتائج طبية في السياحة الداخلية لو تواصل الأمن.
ترفيه رغم الهواجس
من خلال تصفح عدد من الصفحات الاجتماعية أفاد عدد من التونسيين أنهم يعتزمون قضاء أيام صحبة العائلة في الجنوب التونسي وفي جهة طبرقة وعين دراهم. وتفيد ملاك (موظفة) انها تنوي اصطحاب زوجها وابنيها نحو جهة الشمال الغربي قصد الاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء النقي. وأكدت ان مثل هذه الفسح ستوفر أجواء طيبة لتوطيد الأواصر العائلية ومنح الأبناء أجواء مريحة.
من جهته أكد السيد منجي (موظف) وهو يعمل كأستاذ انه عادة ما يصطحب العائلة نحو جهات الجنوب ومناطق دوزوتوزر والاستمتاع بمشاهدة فعاليات المهرجانات الصحراوية. وقال إنه أستاذ وبيداغوجي ويعرف القيمة المضافة التي تمنحها العطل والفسح العائلية للطفل والاواصر العائلية.
ويسعى بعض التونسيين الى كسر «الروتين» والاجواء المعكرة بسبب أحداث السياسة والأزمة المادية من خلال اغتنام فرصة العطلة، اي عطلة الشتاء لتغيير الاجواء والحصول على قسط من الترفيه... وقصد كسر هاجس الخوف من البعد الأمني.
وتأمل مفيدة (طالبة) في ان لا تعود الاعتصامات والاضرابات الى بعض الجهات فقد قررت القيام بعطلة بثلاثة أيام رفقة عدد من الأصدقاء في جهة الجنوب.
دون المأمول
أشار وزير السياحة خلال لقاء صحفي أنعقد مؤخرا الى أن حجوزات آخر السنة تبقى دون المأمول وأن أحداث السفارة الأمريكية قد القت بظلالها على نتائج السياحة آخر السنة.
ويعتبر الكثير من المطلعين على القطاع السياحي ان السياحة الداخلية من شأنها ان تنعش قطاع السياحة. ودعا الخبراء الى الرهان على السائح التونسي وعدم اعتباره عجلة خامسة يتم اللجوء اليها عند الحاجة وأثناء الأزمات.
معيشة ولا ترفيه
وبعيدا عن الحالمين بقضاء عطلة شتاء خارج أسوار المنزل قصد تغيير الاجواء واكتساب نفس جديد للحياة يرى شق آخر من التونسيين ان ارتفاع المعيشة وغلاء الأسعار لم يترك مجالا للتونسيين للترفيه والتفكير في السفر وقضاء أيام بالفندق او اكتراء منزل.
ويعتبر محمد أمين (عامل) أن اقصى ما يمكن فعله وتقديمه لأطفاله هو زيارة «البلفدير» او التوجه الى النحلي او زيارة الاقارب. بدوره اعتبر مصطفى (عامل) ان الاجواء العامة للبلاد ول «الجيب» لا تشجع على التنقل وان التونسي مازال بعيدا عن التفكير في اجازات وعطل حقيقية له وللأبناء. وأضاف بأنه يكتفي بالعودة ل «البلاد» اي لبلدته وتمضية بضعة أيام هناك.
عموما تبقى عطلة الشتاء فرصة لتجديد الانفاس واكتساب روح جديدة تشجع على مواصلة سنة من العمل والدراسة حسب ما يلاحظه المختصون في علم النفس. لكن القدرة الشرائية والعقلية والأجواء العامة هي الفيصل في وجه التونسيين.