صرّح رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي أمس بأن الانتخابات العراقية مثلت انتصارا على من وصفهم بالارهابيين رغم أن عملية الاقتراع كانت مرفوقة بعدة هجمات أوقعت ما لا يقلّ عن 37 قتيلا ونحو 100 جريح في أنحاء متفرّقة من العراق، ورغم مقاطعة المدن السنية لهذه الانتخابات بشكل شبه كلي على عكس الشيعة والأكراد الذين شاركوا بنسب مرتفعة. وقدّرت المفوضية العليا للانتخابات في العراق بعد إقفال مكاتب الاقتراع بحوالي 8 ملايين عدد العراقيين الذين أدلوا بأصواتهم أي بنسبة 60 من عدد الناخبين المسجلين. انتخابات... فاشلة وقال علاوي إن من أسماهم بالارهابيين انهزموا منبّها قوات الأمن العراقية الى أنها «تواجه عدوا صعبا» على حد تعبيره. ودعا علاوي الى الوحدة الوطنية وقال «اليوم دخلنا مرحلة جديدة، وإن جميع العراقيين سواء شاركوا في الانتخابات أو لم يشاركوا عليهم أن يعملوا معا من أجل مستقبل أمتهم». ورغم حديث علاوي عن «انتصار» وحديث المفوضية العليا للانتخابات عن نسبة مشاركة عالية فإن عدة محافظات ومدن لم تشهد العملية الانتخابية بسبب موقفها المبدئي بالمقاطعة أو بسبب سوء التنظيم. وتظاهر صباح أمس عشرات الآلاف من العراقيين في المدن التابعة لمحافظة نينوي بسبب عدم تمكّنهم من المشاركة في الانتخابات. وخرج سكان مدن الحمدانية وبرطلة والعياضية في مظاهرات حاشدة احتجاجا على تغييبهم من العملية الانتخابية بسبب عدم وصول صناديق الاقتراع المخصصة لهم وعدم استكمال الترتيبات الأمنية للمشاركة في تلك الانتخابات. ولم تشهد الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار اقتراعا في الانتخابات العراقية أمس الأول بينما بدت مراكز الاقتراع شبه مهجورة في الفلوجة التابعة للمحفاظة عينها في حين خلت الشوارع في مدينة تكريت رغم افتتاح ثمانية مراكز اقتراع بالمدينة. وفي سامرّاء أعلن رئيس مجلس المدينة أن الانتخابات لم تحصل جرّاء الأوضاع الأمنية. وقال مراسل صحفي إنه قام بجولة في ثلاثة مراكز انتخابية بالرمادي لكنه لم يشاهد أحدا سوى الحرس الوطني العراقي والقوات الأمريكية بينما كانت الشوارع خالية من الناس تماما. وبدت مراكز الاقتراع مهجورة تماما في الفلوجة وكانت الدوريات الأمريكية تسير في شوارع المدينة دون أي حركة لسيارات أخرى أو للمارة. هجمات ومع بداية عملية الاقتراع نفّذت بعض الجماعات المسلحة تهديداتها فشنّت سلسلة تفجيرات سبع منها في العاصمة بغداد أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة 96 آخرين بجروح. ففي بغداد قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في هجمات وعمليات قصف بالهاون استهدفت المراكز الانتخابية. وفي الساعات التي تلت فتح مراكز الاقتراع بدأت العمليات التي توعدت بها الجماعات المسلحة، ووقعت أول عملية في بغداد بعد ساعة على بدء الاقتراع ثم توالت الهجمات. وأعلن جيش الاحتلال الأمريكي أن 9 عمليات أخرى وقعت في منطقة بغداد لكن الشرطة العراقية نجحت عموما في منع المهاجمين من الوصول الى مراكز الاقتراع. وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن ثلاثة من رجالها كانوا من بين القتلى في الهجمات التي استخدمت سيارتين ملغومتين في اثنين منها بينما نفذت بقية الهجمات بواسطة أفراد كانوا يخفون متفجرات حول أجسادهم. وقد أعلنت جماعة تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» في بيان نشر على أحد المواقع على الأنترنت مسؤوليتها عن الهجمات.