قرر الجيش الامريكي والحكومة العراقية المعينة تكثيف العمليات العسكرية في عدد من المدن العراقية ونشر 100 ألف جندي عراقي لحماية مراكز الاقتراع خلال الانتخابات المزمع اجراؤها في موفى الشهر الجاري. وقد هددت ثلاثة فصائل من المقاومة العراقية بالتوازي مع ذلك بمهاجمة كل من يشارك في هذه الانتخابات التي تخدم أمريكا ولا تخدم العراق وشعبه في شيء، حسب قولها. ومع بدء العد التنازلي للانتخابات التي تقرر اجراؤها في 30 جانفي الجاري بدأ الحديث يتزايد سواء في الادارة الامريكية او في حكومة علاوي عن ضرورة اتخاذ «تدابير أمنية» ل»تمرير» هذه الانتخابات. لكن التصريحات التي يتناوب على اطلاقها المسؤولون الامريكيون والعراقيون هذه الايام ترجح «الكفة العسكرية» ل»ترويض» بعض «المدن المتمردة» و»الرافضة» لهذه الانتخابات. عمليات.. عسكرية وتحدث مسؤولون أمريكيون امس في هذا الصدد عن ان الجيش الامريكي والحكومة العراقية المؤقتة قررا تكثيف العمليات العسكرية ضد المقاومين ونشر 100 ألف عنصر من شرطة علاوي بهدف تحقيق الامن خلال الانتخابات. وأرجع ايرف ليسال أحد قادة الجيش الامريكي بالعراق شن هذه العمليات الى مخاوف أمنية قد تهدد الانتخابات. وأضاف : «إن المقاومين يخططون للتشويش على المسار الانتخابي بالبلاد من خلال مهاجمة المسؤولين والناخبين كما يخططون أيضا لمهاجمة مراكز الاقتراع». وقال الجنرال ايرف ليسال ان الانتخابات يجب ان تعقد اليوم في ما لا يقل عن 16 محافظة عراقية... وأضاف : «إننا بصدد اتخاذ اجراءات ناجعة ضد المقاومين لهدف اجراء هذه الانتخابات في بعض المدن المضطربة مثل الفلوجة والرمادي والموصل». وحسب ليسال فإن القوات الأمريكية واللجنة الانتخابية ووزيري الداخلية والدفاع في حكومة علاوي يعكفان الآن على وضع اللمسات الاخيرة على خطة أمنية لحماية آلاف مكاتب الاقتراع. ومن بين هذه الاجراءات تحديدا نشر 100 ألف شرطي عراقي حول مكاتب الاقتراع، وفق ما أعلنه عادل اللامي مدير الدائرة الانتخابية في المفوضية العراقية العليا المستقلة. وقال عادل اللامي في تصريحات له أمس انه تم وضع خطة أمنية لنشر مائة ألف جندي عراقي لمنع حدوث تفجيرات يوم الانتخابات. وأعرب اللامي عن أمله في ان يساعد تصعيد الهجمات على المقاومين وتشديد اجراءات الامن على اجراء الانتخابات في كافة أرجاء العراق. تحذيرات... جديدة وعلى وقع هذه الاجراءات هددت ثلاثة فصائل عراقية أمس بمهاجمة كل من تخوّل له نفسه المشاركة في هذه الانتخابات. وأدان «جيش أنصار السنّة» امس في بيان له نشر على موقع الكتروني هذه الانتخابات مؤكدا أنها لا تخدم العراقيين في شيء. وأضاف البيان : «إن الديمقراطية والانتخابات ما هما الا خدعتان أمريكيتان لا تخدمان مصلحة الشعب العراقي». واعتبر البيان ذاته ان المشاركة في انجاح هذه الانتخابات ستكون أثمن هدية لأمريكا.. كما ستكون ضربة قوية للمجاهدين. وفي هذا السياق تحديدا تفاعلت في بغدد أمس قضية استقالات جميع موظفي المفوضية العراقية العليا للانتخابات في الموصل بعد تهديدات لجماعات عراقية مسلحة وانسحاب الحزب الاسلامي العراقي من الانتخابات حيث نفى رئيس المفوضية العليا عبد الحسين الهنداوي أمس استقالة موظفيه. وقال الهنداوي إن الحديث عن الاستقالات غير صحيح وان الموظفين في الموصل والانبار موجودون في مكاتبهم.