عقدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين صبيحة أول أمس بدار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت، ندوة فكرية حول «الوضع الرّاهن واستحقاقات الثورة». وقد أشار السيد عبد الوهاب معطّر وهو محام مختصّ في القانون الدستوري أن تحقيق أهداف الثورة يقتضي عديد الاجراءات خاصة من طرف النخب السياسية المطالبة في الوقت الحالي باقتراح حلول فعالة لا سيما وأن الثورة تميّزت بطابعها العفوي. من جهته أكد نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن محاولة لجم الثورة التي حصلت في تركيبة الحكومة الأولى والثانية يهدّد أهداف هذه الثورة، مشيرا الى أن حكومة الباجي قائد السبسي والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي اتخذت نفس المنحى، من خلال محاولة تقليص مطالب الشعب وإطلاق فزاعات كثيرة بخصوص الوضع الاقتصادي والأمني بالبلاد وضرورة العودة الى العمل. وأضاف أنه بعد القبول بمطلب المجلس التأسيسي اتّسم الوضع الراهن بخطورة كبيرة خاصة محاولة إرساء ما يعرف بالمدرسة البورقيبية كبديل مطمئن لعديد القوى أو ما يسمّى ب«الأغلبية الصامتة» التي تحدّث عنها الغنوشي، مشيرا الى أن التعيين الأخير على رأس وزارة الداخلية تمثل محاولة لإرضاء القوى الغربية والتجمّعيين. وعن احتمال انتكاس الثورة، قال عبد الوهاب معطر ان هذا الأمر وارد خاصة بتبنّي السيناريوهات المختلفة على الساحة السياسية، وخاصة سعي بعض القوى غير الثورية في إطار «حكومة ظل» الى جعل تاريخ 24 جويلية موعدا لتحالف الأحزاب وإمكانية عودة التجمّعيين الى الساحة في إطار ما يسمى «المدرسة البورقيبية». وشدّد على أن الحل يكمن في دور النخب السياسية والمناضلة في مرحلة ما بعد الثورة، وخاصة اختيار الاقتراع على طريقة نظام الأفراد لا القائمات، مع السّعي الى إرساء نظام برلماني.