بنزرت 11 أفريل 2011 (وات) شكل "الوضع الراهن واستحقاقات الثورة"، محور أشغال الندوة التي نظمتها الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، يوم الأحد بدار الثقافة "الشيخ إدريس" في مدينة بنزرت. وقدم عبد الوهاب معطر أستاذ القانون الدستوري ونائب رئيس الجمعية الدولية للمساجين السياسيين بالمناسبة، مداخلة أعطى فيها توصيفا ضافيا للوضع السياسي القائم مبرزا بالخصوص محاولة حكومة السيد الباجي قائد السبسي وبعض الأطراف السياسية الأخرى المعلن منها والخفي الالتفاف على المطالب الحقيقية لثورة 14 جانفي. وقال إن جملة هذه الأطراف تعمل على تقليص أفق الثورة إلى الحد الأدنى خدمة لأجندات وطنية ودولية على حد زعمه وذلك من خلال السعي إلى تهميش القضايا الأساسية للشعب كتفكيك البوليس السياسي ومحاسبة رموز الفساد وملاحقة المجرمين وغيرها من القضايا "الحارقة" على حد قوله ومحاولة جر الشعب وإلهائه بقضايا هامشية تروج لها بعض الأطراف التي لها ارتباطات واضحة مع فلول التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل. وأوضح عبد الوهاب معطر في السياق ذاته،أن سعي حكومة الباجي قائد السبسي للتسويق للبورقيبية وإصرارها على تكريس بعض المقاربات غير المنسجمة مع أهداف الثورة عبر الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي على غرار التصويت على القائمات ومنع المراقبة الدولية للانتخابات والتسويق للنظام الرئاسي... يثير الريبة. وقد مثلت هذه المداخلة منطلقا لحوار معمق تركز بالخصوص حول ضرورة التشبث بطريقة الاقتراع على الأشخاص عوضا عن الاقتراع على القائمات وذلك باعتبارها الطريقة الأنسب في الوقت الحاضر لانتخاب كفاءات مؤمنة بالثورة ومدافعة عن أهدافها وباعتبارها أيضا الطريقة الأمثل لمنع اندساس فلول العهد السابق وأزلام التجمع الدستوري الديمقراطي ولاختيار نظام سياسي برلماني يكرس سلطة الشعب. وشدد الحضور في سياق متصل على ضرورة التحلي باليقظة ومراقبة الحكومة والتصدي لمحاولاتها للالتفاف على الثورة الشعبية ورفض ما تسوق له من أطروحات غير مقنعة لإخماد النفس الثوري للشعب بحجة الانفلات الأمني أو الوضع الاقتصادي أو تنامي حضور التيارات الإسلامية داعين كل القوى السياسية الوطنية إلى التوحد في إطار جبهة وطنية لإفساد جميع المخططات المناوئة للثورة من داخل الحكومة وخارجها.