الدكتور هاني الخليفي لم يتجاوز ال28 ربيعا من عمره... شاب درس بكلية الطب بسوسة وتحول منذ أكثر من 4 سنوات الى رومانيا ليواصل دراسته هناك في اختصاص جراحة الاسنان والفكين. هذا الشاب التونسي تناقلت أخباره في المدة الاخيرة الصحافة الرومانية وتحدثت عنه بإطناب بعد المبادرة التي قام بها لفائدة ضحايا زلزال «هايتي» الاخير... وللوقوف على حقيقة ما قام به حتى يتحدث عنه الاعلام الروماني بهذه الكيفية التقيناه بمسقط رأسه بمدينة سوسة بعد عودته هذه الايام لقضاء بعض الوقت رفقة عائلته... جلسنا الى الدكتور هاني الخليفي فكان هذا الحوار: اخترت «رومانيا» لمواصلة الدراسة والعمل هناك... لماذا؟ تعتبر «رومانيا» من أبرز البلدان الاوروبية في مجال طب الاسنان وبها أكبر الجراحين في العالم في هذا الاختصاص... لقد تخرج منها العديد من الاطباء أصحاب الشهرة في أمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان الاوروبية... لقد اخترت هذا البلد حتى أواصل دراستي هناك والعودة الى بلدي لتوظيف ما درسته. تحمل بين يديك صحفا ومجلات وصورا... كلها تتحدث عنك؟ فعلا... انها صحف ومجلات رومانية خصتني باهتمام واسع بعد العمل الخيري الذي قمت به في رومانيا لمساعدة ضحايا زلزال «هايتي». هل تحدثنا عنه؟ باعتباري شابا تونسيا مقيما برومانيا قررت تفعيل قرارات رئيسنا «زين العابدين بن علي» التي أقرها للشباب ومن بينها السنة الدولية للشباب التي تقبل اقتراحها جميع العالم واتصلت ببلدية المقاطعة التي أقطنها وهي «cluj» كلوج لاتحصل على الترخيص اللازم للغرض بعد ان شجعتني سفارتنا هناك عليها وتتمثل الفكرة في جمع تبرعات مالية لفائدة ضحايا زلزال «هايتي» وايصالها الى أصحابها عن طريق منظمة اليونيسيف التي اتصلت بها هي أيضا وشجعتني على الانجاز وبالتالي انطلقت في جمع الاموال وتمكنت من الحصول على مبلغ مالي كبير يفوق المائة ألف دينار. هل الامر كان بهذه السهولة حتى تجمع مبلغا هاما مثل هذا؟ الطريقة التي توخيتها كانت عصرية بحتة... الامور كانت تسير بضوابط انتهجتها منذ البداية أمام العالم كله عبر شبكة «الانترنت» وكانت هذه الطريقة هي العنصر الرئيسي والنزيه حتى تكون الثقة متواجدة بين الجميع. وكيف تمت العملية؟ بعد جمعنا للمبلغ المذكور حددنا المكان والزمان لاقامة حفل فني ومأدبة عشاء اردتها ان تكون «تونسية» بحتة... حضرها ممثلون عن منظمة «اليونسيف» برومانيا ورئيس بلدية المقاطعة وكان الحفل يحمل الطابع التونسي بكل معانيه مأكولات تونسية... فرقة للفنون الشعبية براقصيها... وأثناء الحفل قمنا بتحويل الاموال عبر شبكة الانترنت لفائدة المنظمة وكان الجميع يشاهد العملية عبر شاشة كبيرة تم تركيزها للغرض وفي الاثناء وبفضل وسائل الاتصال الحديثة ومنها «السكايب» حاورنا احدى متساكنات مدينة «هايتي» التي كانت هي أيضا تشاهد عملية تحويل الاموال عبر الشبكة العنكبوتية. كيف تقبلت اليونيسيف هذه البادرة؟ لقد ابتهجوا لما قمت به خاصة بعد علمهم بأن مثل هذه المبادرات ليست بغريبة عن الشباب التونسي وأنها امتداد لما ينجزه شباب تونس يوميا.. لقد عمقت هذه «اللقطة» لدى الرومانيين والاوروبيين بصفة عامة فكرتهم الجيدة حول تونس ورئيسها وشعبها... لقد وسموني وقدموا لي الشهائد لكن ذلك لا يمثل شيئا أمام فرحتي الكبرى وأنا أشاهد علم بلادي يرفرف أثناء الحفل ويشاهده كل العالم عبر الانترنت. في الختام... ماذا تريد ان تضيف؟ أريد توجيه تحية عميقة بعمق محبتي الخالصة الى الرئيس زين العابدين بن علي الذي ما فتئ يبهرني بعطفه وحنانه لفائدة الشباب التونسي وخاصة المهاجر منه كما أوجه تحية عبقة لأمي الفاضلة منصورة بوهلال ووالدي السيد الصادق الخليفي والى كل الشباب تونسنا العزيزة.