يمثّل المسرحي الهاشمي الأكحل واحدا من أبرز روّاد المسرح المدرسي تتلمذ على يديه عشرات المسرحيين وكان من أوائل خريجي مدرسة التمثيل العربي عندما أصبحت مؤسسة عمومية ورغم هذه التجربة الطويلة والمتنوعة ظلّ الهاشمي الأكحل في الظل بعيدا عن الاضواء. «الشروق» إلتقته في هذا الحوار: متى التحقت بمدرسة التمثيل العربي؟ إلتحقت بمدرسة التثميل العربي سنة 1959 بعد أن أمّمتها الدولة وحوّلتها الى معهد عال للتمثيل وقد أجرينا مناظرة تم نشر نتائجها على أعمدة الصحف وكان من بين الناجحين في المناظرة منصف السويسي والجيلاني الكبير وتوفيق عبد الهادي والهاشمي الاكحل وغيرهم. كانت المدرسة في زنقة بوهاشم في نهج زرقون في بناية كانت تابعة للقنصلية الايطالية مقسّمة الى جزأين معهد الموسيقى بادارة صالح المهدي ومعهد المسرح بادارة حسن الزمرلي رحمه ا& وكان يسمّى المعهد القومي للتمثيل وقد درسنا ثلاث سنوات تخرّجنا على اثرها حاملين لديبلوم وقد تم توزيعنا على الجهات وشخصيا تم تعييني في المعهد الثانوي للذكور بسوسة في الموسم الدراسي 63 64. من تذكر من أساتذة تلك الفترة في المسرح المدرسي؟ عددنا كان حوالي 15 أستاذا ومن الذين أذكرهم مثلا عبد اللطيف الحمروني (القصرين) عيّاد السويسي (صفاقس) علية التونسي (باجة) التهامي النحالي (في عديد الجهات) محمد صالح السماتي الهادي نظيف الهاشمي الاكحل (سوسةالمنستير) عبد العزيز بن يوسف (القصرينقفصة) يوسف الرقيق (القيروان) الجلاني الكبير (بنزرتالكافقفصةجندوبة) توفيق عبد الهادي (صفاقس) وكنا نساهم في المسرح المحترف مثلا يوسف الرقيق أدار فرقة نابل وعبد المجيد الاكحل كان يدرّس في خزندار بالتوازي مع عمله في الفرقة البلدية وكان من بين تلاميذه سمير العيادي. في الاحتراف ما هي أهم الاعمال التي قدّمتها؟ أنا من مؤسسي الفرقة القارة بالمهدية وكتبت مسرحية «وجوه الى البحر» التي قدّمها جميل الجودي في صفاقس ولعب فيها دور الطاهر المهاجر المجنون وأعدت تقديمها في المهدية بمناسبة اعلانها ولاية وتأسيس فرقة قارة للمسرح كما قدّمت مسرحية «معركة التجنيس» في مهرجان المسرح العربي في المنستير وقد اعددناها خصيصا ليشاهدها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. تجربتك في المشرق العربي، كيف كانت؟ التجربة التونسية في المسرح المدرسي كانت نموذجية بالنسبة للأخوة في المشرق العربي وقد تم انتدابي للتدريس في العراق سنة 1979 من طرف محسن العزاوي الذي كان مديرا للمسرح القومي وقد درّست هناك لسنتين وبعد ذلك التحق منجي بن ابراهيم والجيلاني الكبير ومن الذكريات التي لا أنساها في بغداد لقائي مع الرئيس العراقي الراحل. قال لي صدّام حسين «إن تونس تعلّم الناس إنها بلد ابن خلدون كيف حال القيروان وجامع الزيتونة الأعظم». ثم أخرج كتابا من جيب بدلته وكان مجموعة شعرية للميداني بن صالح قرط أمّي وقال «هذا الشاعر باع قرط أمّه من أجل ان يتعلم وأنا أريد أن أفعل هذا في العراق من أجل العلم». كيف تقيّم تجربة المسرح المدرسي الآن؟ المسرح المدرسي انهار تماما تصوّر اصبحت المسرحيات التي يقدّمها التلاميذ بالدارجة في الوقت الذي كنا فيه نموذجا في اللغة العربية، فقد المسرح المدرسي دوره في التثقيف ونشر الثقافة المسرحية وبعض الاساتذة يفتقرون الى المنهج البيداغوجي وشخصيا اقترح ان يوجّه الدعم المسرحي الى الجمعيات المسرحيةوالمسرح الجامعي والمدرسي عوضا عن الشركات التي لم تقدم شيئا للمسرح التونسي. هل أنت راض عن مسيرتك؟ أنا راض تماما لكن أنا وجيلي من أساتذة المسرح نشعر بألم كبير لأنه تمّ تجاهلنا ولم يتذكّرنا أحد رغم كل ما قدّمناه للمسرح التونسي الذي لم نجن منه الا الامراض والنسيان.