أثارت الدورة الثانية لليلة المسرح التونسي الكثير من الجدل وهو جدل لم تسلم منه أي جائزة ليس في تونس فقط بل في العالم فطبيعة الجوائز دائما هي انعدام الاجماع حول نتائجها. الآن وبعد ان هدأ الجدل لابد من التنويه أولا ببعث هذه الليلة مهما كانت ثغراتها فهي انجاز ثقافي هام من شأنه ان يخلق حوافز للمسرحيين التونسيين لتطوير التجربة المسرحية التونسية وتعميقها وفتح آفاق جديدة لها. ومن بين النقائص التي لا أشك في ان ادارة هذه الليلة ستنتبه اليها في الدورات القادمة بل في الدورة القادمة هي المسرح المدرسي فالاحتفال بمائوية المسرح التونسي لا يمكن ان يتم دون تكريم الأساتذة الذين وقفوا وراء ولادة تجربة مسرحية تونسية وأذكر على سبيل الذكر لا الحصر الهاشمي الاكحل علية التونسي عبد اللطيف الحمروني توفيق عبد الهادي الطاهر القليبي الهادي نظيف عبد العزيز بن يوسف محمد صالح السماتي التهامي النحالي عياد السويسي يوسف الرقيق الجيلاني الكبير حمادي المزّي مراد كرّوت... فهؤلاء وغيره من أساتذة المسرح الذين ساهموا في تكوين أجيال دون ان يحصلوا على شيء ودون ان يبحثوا لا على شهرة ولا مجد ولا مال يستحقون كل التكريم والاجلال موتى كانوا أو أحياء. فتجربة المسرح المدرسي تجربة نموذجية في العالم العربي وقد استعانت العراق في عز قوتها بالكفاءات التونسية في تدريس المسرح مثل الثلاثي الهاشمي الاكحل المنجي بن ابراهيم والجيلاني الكبير كما استعانت الكويت والسعودية بكفاءات تونسية في تدريس المسرح. إن المسرح المدرسي هو الاصل في تكوين الأجيال وتنمية القدرات الفكرية والقيم الجمالية لدى الناشئة وقد تراجع المسرح التونسي عندما تراجع المسرح المدرسي وفي احتفالنا بالدخول للمائوية الثانية للمسرح التونسي لابد ان نتذكر هؤلاء الذين أضاؤوا الشموع وسهروا على تربية أجيال من خيرة المسرحيين التونسيين اليوم دون ان يطلبوا شيئا او ينتظروا شكرا ولا تكريما. فهل يحتفى بأساتذة التربية المسرحية من الرواد في ندوة خاصة؟