فرحة عارمة اجتاحت قصر الرياضة بالمنزه مساء أمس بعد نهاية دربي العاصمة بفوز الترجي على الافريقي (23/24) وتتويجه رسميا بلقب البطولة الوطنية قبل جولة واحدة من نهاية السباق. فرحة الترجي عكست في الواقع فترة الانتظار الطويل التي توزعت على عدة مواسم كان خلالها دائما من أبرز المرشحين للصعود على منصة الفرح لكن التركيز يخونه ليضيع منه الحلم في المنعرج الأخير وتتواصل الحيرة والتغييرات على صعيد الاطار الفني وحتى الاطار المسيّر.. لهذا الاعتبار اذن كان لتتويج الأمس نكهة خاصة ولهذا الاعتبار أيضا قطع علينا رئيس فرع كرة اليد بالترجي حديثنا مع قائد الفريق مكرم الجرو ليطلب منّا أن تسجل على لسانه بأن «الألقاب تربح فوق أرضية الميدان وليس في الكواليس» وكأنه يريد أن يبعث برسالة الى منافسه في الدربي أو الى بعض الأندية الأخرى.. رسالة نترك للقراء مهمة تحليلها وفهم أبعادها أما نحن فما يهمنا هو ما حدث على أرضية الميدان فعلا.. وما حدث نلخصه في التالي: **مباراة متعادلة لا يمكن الحديث صراحة عن مستوى فني يليق بالدربي فأداء الفريقين كان متوسطا ان لم نقل أقل من ذلك بكثير لكن ما صنع الفارق في هذه المباراة هو اصرار الترجي على الانتصار لحسم الصراع وضمان اللقب قبل مواجهة النجم الساحلي بطل الموسم الماضي يوم الثلاثاء في قاعة الزواوي. الترجي استفاد خصوصا خلال الشوط الثاني من حسن استعداد الزهاني والمبادرات الذكية للحركاتي فيما لم يتمسك الافريقي بالفوز بعد أن خرج من سباق التتويج وخيّر مدربه «راك» عدم استعمال أوراقه الرابحة في بداية المباراة.. الترجي كان مثلما يتضح متعلقا أكثر بالنتيجة وأظهر لاعبوه تركيزا أكبر في الهجوم وهو ما سمح لهم بالتقدم في النتيجة أغلب الوقت حيث أنهوا الشوط الأول لصالحهم (8/9) والمباراة (23/24) ولم ييأسوا أو يسلموا حتى عندما نجح الافريقي في تسجيل هدفه الثالث والعشرين وأتيحت له فرصة التعديل قبل 20 ثانية تقريبا من نهاية اللقاء. **تتويج الانتظام بلغة المنطق يمكن التأكيد على أن الترجي استحق اللقب عن جدارة فهو الفريق الأكثر انتظاما خلال الموسم الحالي إن لم يكن على مستوى الأداء فعلى مستوى النتيجة على الأقل. الترجي عرف كيف يتجاوز المحطات الصعبة بسلام واستفاد بشكل كبير من انتداب وسام بوسنينة الذي قدم اضافة نوعية للفريق وانتصاره على الافريقي أمس في غياب وسام حمام يثبت أن له قاعدة بشرية ثرية لم يتم استثمارها على الوجه الأكمل خلال المواسم السابقة. **تحكيم ضعيف انفردت «الشروق» بالاشارة الى جلب الجامعة لطاقم تحكيم ايطالي وبالفعل حلّ هذا الطاقم وأدار مباراة «الدربي» لكن المصيبة أن مردود الحكمين الايطاليين كان ضحلا بأتم معنى الكلمة واعذرونا إن لم نجد عبارة أخرى يمكن استعمالها فالأخطاء كانت فادحة جدا ولا يرتكبها حتى الحكام المنتمون الى مدارس التحكيم ودون الدخول في تفاصيل هذه الأخطاء على كثرتها نشير الى أن نهاية المباراة شهدت غضبا عارما من قبل مسؤولي الافريقي وتشابكا مع رئيس لجنة التحكيم التابعة للجامعة غازي شهيدة ولا ندري في الأخير بماذا نعلق سوى بالاشارة الى ما طالبنا به دائما وهو منح الفرصة للحكام التونسيين وتفادي ضغوطات الاندية مع ضرورة أن يتحلى حكامنا أيضا بشخصية قوية عند ادارتهم للمباريات الساخنة. **تحكيم تونسي في النهائي في زحمة ما حفّ بتحكيم الدربي علمت «الشروق» ان الجامعة التونسية لكرة اليد قررت اسناد ادارة مباراة الدور النهائي لكأس تونس الى طاقم تحكيم تونسي حتى يكون العرس تونسيا 100 مع العلم أن الجامعة ستواصل الاستنجاد بالحكام الأجانب في مباراتي نصف النهائي المقررتين ليوم السبت 5 جوان المقبل. **كلمات الفرح * مكرم الجرو (قائد الترجي) حصولنا على هذا اللقب هو تتويج لمجهودات مضنية بذلناها طيلة موسم كامل بل طيلة 7 مواسم كنا خلالها دوما قريبين من الفرح. نجحنا لأننا عملنا كمجموعة متكاملة أي كلاعبين واطار فني ومسيرين وآمنا بحظونا حتى اللحظة الأخيرة. الآن انتهى الدربي وحسمنا أمر البطولة وسنصرف تركيزنا الكلي الى مباراة نصف نهائي الكأس مع النجم الساحلي حتى نتمكن من ضم الكأس الى البطولة. * وسام بوسنينة : وضعنا الانتصار نصب أعيننا ولم نفقد تركيزنا منذ الدقيقة الأولى والى غاية الدقيقة الأخيرة وقد وفّقنا في ذلك لنتوج قبل جولة واحدة ودون انتظار لمباراتنا المقبلة مع النجم الساحلي.. أثبت الترجي خلال الموسم الحالي أنه الأفضل حيث فاز في كل المباريات الحاسمة وكان أكثر انتظاما أداء ونتيجة ومن الطبيعي أن يقطف ثمار العمل الذي قام به. أهدي هذا اللقب لجمهور الترجي ولكل من ساندنا ووقف بجانبنا وآمن بقدرتنا على رفع التحدي.