في اطار اختتام فعاليات شهر التراث 2004، ومن أجل مصالحة الشباب مع موروثه التاريخي وتنمية الحسّ المدني بقيمة العقائد والطقوس الدينية، بادر منتدى الصحافة والأدب بدار الشباب الحي الجديد بالقلعة الكبرى بتنظيم لقاء فكري مع الدكتور والمشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان: محمد حسين فنطر الذي قدم مداخلة قيمة بعنوان «تراثنا: تنمية وتجذر». وفي هذا السياق بيّن الدكتور حسين فنطر في مداخلته ما يلي: «إنّ في التراث امكانات تساعد الأمّة على تشييد ذاتها ومصيرها بعيدا عن مركبات النقص والغرور. ففي التراث ما يجعلها تقدّر الأمورحقّ قدرها.. فازداد هذا التيّار قوة وإيمانا وشجعت تونس العهد الجديد على دراسته ونشره والتعريف به إيمانا منها أنّ الأمم تنهض بتوظيف تراثها وجعله ينبوع إبداع في مختلف الميادين العلمية والأدبية والفنية والتنقية. فالتراث سلاح تخوض به معركة رهانها التخلص من الركود والقنوط والاستسلام والتسليم بما يجدّ في دنيا الآخرين مع التنويه بهم واستهلاك ما ينتجون. فتراثنا نريده نبراسا ينير طريقنا ونريده ينابيع الإلهام ومصادر قوة تعزّز إيماننا بذاتنا وتغذّي فينا حبّ الخلق والإبداع في ميادين العلم ومروج الأدب والفنّ فلا مناعة للإنسان فردا كان أو مجموعة إلا إذا تمكن من كسب الثروة المادية وتمسك بالقيم الانسانية ورعاها بالفن والأدب وبمختلف تجليات الثقافة. فالثروة المادية فقر وبئس الفقر إذا لم تواكبها ثروة علمية أدبية فنية تغذي العقول والوجدان «ترد العقل والرّوح»، في مقولة من مقولاتنا الشعبية، فأمر التراث خطير والخطر كل الخطر في جهله أو تجاهله أو التنكّر له..». وشهدت خاتمة اللقاء حفل تكريم الدكتور حسين فنطر من خلال منحه انخراطا شرفيا بدار الشباب الحي الجديد بالقلعة الكبرى وتقديم هدايا تذكارية عربون تقدير ووفاء.