كانت العلاقات العريقة والمتينة القائمة بين تونس ولبنان وآفاق مزيد دعم التعاون الثنائي إلى جانب قضايا الساعة أبرز محاور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي ظهر يوم الجمعة للسيد سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني الذي أدلى بتصريح قال فيه :”لقد أجريت محادثات ممتازة مع الرئيس زين العابدين بن علي صديق لبنان وجميع اللبنانيين وأبلغته تحيات رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان”. وبعد أن استعرض الروابط التاريخية العريقة التي تجمع تونس ولبنان منذ عهد صور وقرطاج وقيمهما المشتركة في الاعتدال والحوار، بين السيد سعد الحريري أن تونس وقفت على الدوام إلى جانب لبنان وهو ما تجسم بعد العدوان الإسرائيلي في جويلية 2006 قائلا إنه شكر سيادة الرئيس على هذا الموقف. وأكد رئيس الوزراء اللبناني ضرورة تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين مشيرا في هذا الإطار إلى الاتفاق على تفعيل اللجنة العليا المشتركة التونسية اللبنانية. كما أبرز أهمية تعزيز الروابط بين القطاع الخاص التونسي واللبناني كوسيلة لتفعيل العلاقات الثنائية إلى جانب أهمية الاستفادة من تبادل الخبرات بين البلدين في عديد القطاعات وخاصة منها السياحة والاستثمارات الخارجية المباشرة. وعلى صعيد آخر أشار السيد سعد الحريري في تصريحه إلى التنسيق القائم بين تونس ولبنان سواء في ما يتعلق بمشروع إنشاء منطقة التجارة العربية الحرة أو في ما يتصل بالاتحاد من أجل المتوسط أو بمناسبة تمثيل لبنان للمجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي. كما بين أن المحادثة مع سيادة الرئيس أكدت تطابق وجهات النظر بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس مرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام مبرزا جهود البلدين من أجل إقرار الحق الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة. وأشار كذلك إلى أن اللقاء كان مناسبة لاستعراض الوضع الإقليمي الناجم عن حصار إسرائيل لقطاع غزة ومواصلتها لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية. وعبر السيد سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني في ختام تصريحه عن الأمل في أن يؤدي الرئيس زين العابدين بن علي زيارة إلى لبنان في أقرب الآجال. وإثر هذا اللقاء الذي حضره الوزير الأول دعا رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني إلى مأدبة غداء.