تونس 25 جوان 2010 (وات) - انعقدت يوم الجمعة في قصر الحكومة بالقصبة جلسة عمل تونسية لبنانية بإشراف السيدين محمد الغنوشي الوزير الاول وسعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني وبحضور وفدي البلدين. وخصصت هذه الجلسة لتقييم مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائى وتنويع مجالاته وابرز السيد محمد الغنوشي بالمناسبة عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع تونس ولبنان مؤكدا اهمية استغلال كل الامكانيات والفرص المتاحة وبلورة انجع الطرق والاليات الكفيلة باعطاء التعاون الثنائى الدفع المنشود في اطار خطة عملية واضحة المعالم والاهداف. كما اكد اهمية تكثيف اللقاءات والتظاهرات المشتركة بين الفاعلين الاقتصاديين والهياكل المتخصصة وتبادل التجارب والخبرات وتنمية المبادلات التجارية واستجلاء امكانيات الشراكة الدائمة وتعزيز تشابك المصالح مشيرا الى ضرورة تفعيل مجلس رجال الاعمال المشترك. وبين الوزير الاول ان تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن على تظل وفية لمبادئها الثابتة في الحرص على تعزيز التضامن بين الدول العربية وايجاد تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الاسرائيلى على اساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات العملية السلمية ومبادرة السلام العربية بما يضمن استعادة كافة الاراضى العربية المحتلة بما فيها باقى اراضى لبنان المحتلة. واكد تمسك تونس بسيادة لبنان وحرمته الترابية وتعزيز روح التفاهم والوفاق بين كافة ابنائه ومختلف مكوناته وذكر من ناحية اخرى بمبادرات الرئيس زين العابدين بن على لدفع مسيرة التطوير والتحديث في المنطقة العربية وتحقيق التكامل الاقتصادى العربي وتضافر الجهود لرفع التحديات الناجمة عن التحولات المتسارعة على الساحة العالمية. واشار السيد محمد الغنوشي الى تطابق وجهات النظر والرؤى بين تونس ولبنان بخصوص دفع مسار الشراكة الاورومتوسطية وتدعيم مقومات الاتحاد من اجل المتوسط وتكريس الاهداف التي بعث من اجلها . وابرز السيد سعد الحريري من ناحيته الطابع المتميز للعلاقات التونسية اللبنانية مؤكدا الحرص على توظيف كل الطاقات المتاحة للنهوض بالتعاون الاقتصادى والارتقاء به الى مستوى التطلعات المشتركة . واكد في هذا السياق اهمية تكثيف تبادل الزيارات واللقاءات على مختلف المستويات مشيرا الى الدور الهام الموكول للقطاع الخاص في البلدين للمساهمة النشيطة في تحقيق الاهداف المرجوة وعبر رئيس مجلس الوزراء اللبنانى عن الامتنان لوقوف تونس الدائم الى جانب لبنان خاصة خلال الظروف الصعبة التي مر بها. كما اعرب عن تقديره لمواقف الرئيس زين العابدين بن على بخصوص دفع العمل العربي المشترك واكسابه مزيد النجاعة والفاعلية ولمقارباته التي تتسم بالحكمة والعقلانية مبرزا جهود تونس لاحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط. واشاد من جهة اخرى بالمكاسب التي ما فتئت تحققها تونس في سائر المجالات وبتميز تجربتها التنموية بما عزز مكانتها واشعاعها وكان السيد محمد الغنوشي اجرى قبل ذلك محادثة مع السيد سعد الحريرى تناولت بالخصوص واقع التعاون الثنائى وافاقه سيما في ضوء الحرص على تفعيل اللجنة العليا المشتركة. كما تناولت المحادثة جملة من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.