آه فلسطين ..آه لبنان ..آه السودان ..آه اليمن ..آه ليبيا ..آه سوريا ..آه يا وطنا عربيا مزقك حكامك وأحزابك وفقهاؤك ووضعوك تائها ضائعا ، حزينا خائفا ، جاهلا متجاهلا أمام عدوك الظالم الغاشم .. نصلي ركعات الفجر على صوت القنابل وعويل الثكالى وبكاء اليتامى ورائحة البارود ..نسمع أذان صوت الحق لصلاة الظهر على مشاهد جثث الشهداء من البواسل الأبطال ، والشيوخ والرضع والأطفال الصغار .. نقيم العصر على أخبار بيانات التنديد والشجب والوعد والوعيد لحكام يصلون "بالغدو والآصال " بلا تيمم وطهر ووضوء ..نسمع صوت آذان المغرب على أخبار عدو متربص متوعد بكل من لا يدخل بيت الطاعة ويطبع تطبيعا .. نؤدي صلاة العشاء والشفع والوتر ونعد مع كل حرف من الآيات البينات جثث الموتى وأسقف المنازل على رؤوس الأبرياء والمشافي والمدارس ..وعلى عظام القتلى الشهداء .. اخترقوكم بعملائهم وبخونتكم ، بعلمهم وبجهلكم .. فتتوكم بظلمكم ل " رعيتكم " ونفاقكم وكذبكم وهرولتكم وراء التطبيع ولعق أحذية أسيادكم الذين صنعوا لشعوبهم أوطانا وصنعتم لشعوبكم سجونا .. خربتم " خير أمة أخرجت للناس " ودمرتم أمة محمد بعنجهية الجاهل ووهم الأبطال وفي حاضركم لم تقدروا على قتل ذبابة ..نجحتم في وأد الحرية وحق التعبير ، ومزقتم كتب العلم والحكمة والتدبير ..تقومون الليل مع البغايا ، وتزكون من أموال شعوبكم المنهوبة الجائعة المظلومة .. أحزاب ، مذاهب ، حكام ، حاشية منافقة ، أقلام مرتزقة ، فقهاء شيعوكم آخرون " سننوكم " وقسموكم إلى مذاهب وملل ونحل..فتتوكم ، مزقوكم ، قسموكم ، أضعفوكم ، جوعوكم ..باعوا لكم وهم الغد الأفضل والنصر القادم وأنتم لم تصنعوا لجيوشكم سهما أو خنجرا أو بندقية .. ستنصرون قريبا قريبا بنفاقكم ، بجهلكم ، بظلمكم بعضكم البعض ، بوهمكم الساكن فيكم "ليل نهار" ..دكوكم بالقنابل ، وبالهواتف ، وانتم تهتفون النصر قريب ، النصر قريب .. نصركم بعيد بعيد ..مادمتم لا تقرؤون ، لا تكتبون ، لا تبحثون، لا تفكرون " لا تعقلون " ..لا تتصفحون كتاب قرآن وصفحات تكنولوجيا وحكمة وعلم ..فقط تدعون من أعلى المنابر رب السماء أن ينزل عليهم " طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل " . نحن هكذا ، وأردنا بكل ثقة أن نكون هكذا ، لا علم ولا معرفة ، لا حكمة ولا تكنولوجيا ، لا تراص ولا ولا تضامن ولا تقارب .. لا صدق ولا شهامة ولا كرامة ، لا رحمة ولا تحابب ولا تسامح ..نحن ببساطة أصل البلية ، أصل النكسات والخيبات والهزائم .. سادتي ، اغفروا لي حزني وأسفي وقلقي وخوفي وما تبقى من ديني وعروبتي ..كل الأمصار المسلمة العربية ممزقة مفتتة منهزمة مشتتة ..وتبحثون بين الوهم عن النصر قريب ...ومع كل ذلك أقول " ألا إن نصر الله قريب ". راشد شعور